المقال Article ( Avril )



 



آليات تأصيل أزمة الهوية الوطنية

"بين غياب النخوة والانتماء ومحاولة التمسك بالعادات والتقاليد".



إعداد

دكتور/ محمد مصطفي محروس

 


يعد تأصيل الهوية من أهم سبل تشكيل الحرية الشخصية وهنا يبرز دور التربية في مواجهة مظاهر الخلل الثقافي التي من شأنها تشويه وإضعاف هذه الهوية فالحفاظ على الهوية الثقافيةوخاصة في ظل التحولات العالميةيستوجب غرس وتنمية شعور قوي بالهوية لدى الناشئة والشباب على حد سواء، فقد ظهرت أنماط حياتية جديدة، وبرزت مجموعة من القيم العالمية مقابل القيم المحلية، وتنامى انتشار اللغات العالمية مقابل اللغة المحلية، وغيرها من التحديات التي فرضت نفسها على هويتنا وألقت بثقلها على المجتمعات العربية ومن هنا صارت التحديات تفرض نفسها على مجتمعنا، وأصبحت تتطلب بلورة رؤية خاصة نستطيع من خلالها الحفاظ على هويتنا([1]).

ولذا؛ يتعلق جوهر موضوع الهوية بإشكالية تحديد الانتماء، سواء للفرد أو الجماعة الصغيرة أو لشعب عامة، حيث إن ظاهرة الهوية ليست مشكلة أو أزمة في حد ذاتها، وإنما هي أيضاً ظاهرة وظيفية مهمة في دفع عجلة التطور الاجتماعي والسياسي باتجاه التوازن والاستقرار النسبي، فأن تتبع التطور التاريخي الإنساني يدل على أن مراحل التماسك وسط الشعوب والأمم تأتي عادة بعد مراحل التفكك والصراع([2])،ولما كان للإعلام والتربية دور في تغيير العادات والتقاليد والتراث الاجتماعي بما يحتويه من تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الأخرى باختلاف مسمياتها، ذلك لأن الإعلام باعتباره مؤسسة اجتماعية هامة في المجتمعات البشرية يحمل معاني اقتصادية وسياسية وتربوية، حيث يتطور عالمنا اليوم تطورا سريعا، وهذا التطور الهائل في جميع مجالات الحياة يحتاج بين فترة وأخرى إلى إعادة الدراسة والتقييم على ضوء المتغيرات المنظورة وغير المنظورة([3])، من هنا ولدت الحاجة إلى وسائل تعمل على تعزيز ما بدأته الأسرة والمدرسة من زرع وغرس للقيم الاجتماعية والأخلاقية فالقيم هي جوهر الكينونة الإنسانية، وكذلك تحدد مسارات الفرد وسلوكياته في الحياة وهي أيضاً حماية له من الانحراف والأنجرار وراء شهوات النفس، وكذلك تزود الفرد بالطاقة الفاعلة وتبعده عن السلبية، حيث يدفع الشعور بالولاء والانتماء للمجتمع إلي تكوين وحدة واحدة يعملون بواسطتها علي إشباع احتياجاتهم وحل مشكلاتهم بالإضافة إلي ذلك فإن الشعور بالولاء يشعر الإنسان بكيانه([4]).

وتعرف أزمة الهوية بأنها: مفهوم اجتماعي يعني تحقيق المراهقين لأهـداف عامـة فـي مهمات التطور حيث ينشغلون "بتشكيل الأهـداف الشخـصية، القـيم، ويطورون الاستقلالية، ويعملون على اكتشاف قدراتهم وإراداتهم لاختيـار وتوجيـه مـستقبلهم، كسمات مرحلة تشكيل الهوية([5])، ومن خلال علاقات الأقران – تطوير الضبط الجنسي – التميز – قبول الراشدين لهم – إيجاد وضعية للقيم حول كيفية الحياة([6])، ويمر تحقيق هذه المتطلبات بحالة أزمة تتطلب البحث عن حلول لها، وفق التوقعات والتدعيم الاجتماعي، والاقتناع بأن الأنـا يمكن أن يتعامل بفاعلية مع العالم الخارجي مما يساعد على تكوين إحـساس إيجـابي بالهوية([7]).

والنخوة على أكثر الأقوال رجوحا عند أهل اللغة مختصة بالرجال دون النساء، فهي تعتبر من تمام الرجولة، بل قد يعتبرها الكثيرون أنها هي ميزان الرجولة؛ فالنخوة هي كل ما تحمله النفس من طبائع حميدة تحمل صاحبها على أفضل الأخلاق وأحسن العادات وأطيب الكلام، وهي تؤدب صاحبها بكل أدب رفيع، وهي أيضًا هبته لنصرة كل حق([8])، كما أن النخوة هي مقياس الرجولة عند الكثير من شعوب الأرض، ولذا خص بها الرجال دون النساء، وهي خلق عربي أصيل منذ فجر التاريخ، وقد حثت الاديان على كل خلق كريم، وكلما زادت أخلاق المرء وعاداته الطيبة زادت نخوته، فالنخوة هي التطبيق العملي حين الحاجة لما هو مخزون في النفس من صلاح في الأخلاق([9])،.

فالحفاظ على الهوية الثقافية وخاصة في ظل التحولات العالمية يستوجب غرس وتنمية شعور قوي بالهوية لدى الناشئة والشباب على حد سواء، ذلك لأن الهوية ترتبط بالانتماء، فقد عرفها البعض بأنها: مجموعة من السمات الثقافية التي تتصف بها جماعة من الناس في فترة زمنية معينة، والتي تولد الإحساس لدى الأفراد بالانتماء لشعب معين، والارتباط بوطن معين، والتعبير عن مشاعر الاعتزاز، والفخر بالشعب الذي ينتمي إليه هؤلاء الأفراد([10]).

فالهوية Identity كلمة مأخوذة من "هو" وتعني: "السمات المميزة لطابع الفرد أو الجماعة التي تتصل بماهيتهم وبالمباني ذات العلاقة العميقة لوجودهم، ومن المصادر الأساسية للهوية: الجنوسة وتوجهات النشاط الجنسي والقومية والأصل والطبقة الاجتماعية والاسم، ويُعد الاسم من أكثر المعالم المميزة لهوية الفرد، كما أن التسمية مهمة جدًا أيضًا لصالح الجماعة، وهي عبارة عن مجموعة من الخصائص التي يعزوها الآخرين إلى فرد ما، أما عن تعريف الهوية الوطنية: فهي عبارة عن مجموعة من الخصائص التي تتشكل عبر التاريخ وتصبح صفة لصيقة لشعب من الشعوب تميزه عن غيره، لذلك دائمًا ما ترتبط الهوية الوطنية بمكونات الوطن ومعتقداته وقيمه وعاداته وتقاليده ولغته، أيضًا تتشكل هذه الهوية من خلال سلسة من المراحل التاريخية الطويلة، ومن الممكن أن يصيب بعض جوانبها نوعًا من التغيير مع الاحتفاظ بالجوهر، كذلك بقيت الحدود الوطنية والثقافية والعرقية والسيكولوجية تحدد هوية الفرد والجماعة، بالإضافة إلى مساعدتهم في إعطاء الهوية الوطنية([11]).

ومن هنا يدرك الباحث أهمية الهوية والحفاظ عليها لكل المجتمعات، فهي وحدة مصيره، وغاية وجوده، فإذا كان الحق لكل شعوب الأرض أن ينتموا إلي خصوصيتهم الثقافية وذكر تاريخ امتداداهم عبر الأجيال للحفاظ علي كينونتهم الذاتية، فمن باب أولي المجتمعات العربية أن تحرص علي هويتها العربية، والحفاظ عليها من خلال دعم عومل البقاء والاستمرار، وتعزيز مقوماتها وأبعادها الحضارية، فهي تمثل ذاتيتنا الثقافية، كما أن الهوية من أهم السمات المميزة للمجتمع.

مقومات وأسس الهوية الثقافية في المجتمع العربي:

أولاً: اللغة:

تعد اللغة هي المكون الأول والرئيس في الهوية الثقافية، فهي حياة الأمة وهي بدايتها ونهايتها، لأن اللغة في أي مجتمع ليست مجرد كلمات وألفاظ للتفاهم بني أفراد المجتمع، ولكنها وعاء يحوي مكونات عقلية ووجدانية ومعتقدات وخصوصيات هذا المجتمع، وبالتالي فإن الحفاظ على اللغة يعني ضمان بقاء واستمرارية أي مجتمع، فاللغة جزء لا يتجزأ من ماهية الفرد وهويته، كما أنها تتغلغل في الكيان الاجتماعي والحضاري لأي مجتمع بشري، وتنفذ إلى جميع نواحي الحياة فيه؛ لأنها من أهم مقومات وحدة الشعوب([12]).

ثانياً: الدين:

تستمد الهوية الثقافية العربية مقوماتها من الديانات السماوية  التي تدعو إلى الحق ويتخذ من الإنسان موضوعا له، فالخطاب الديني موجه للناس جميعاً، فالدين هو المكون الأول لهويتنا الثقافية، لأنه هو الذي يحدد للأمة فلسفتها الأساسية عن سر الحياة وغاية الوجود، كما يجيب عن الأسئلة الخالدة التي فرضت نفسها على الإنسان في كل زمان ومكان ([13]).

ثالثاً: التاريخ:

لا يمكن لأية أمة أن تشعر بوجودها بين الأمم إلا عن طريق تاريخها؛ الذي يمثل أحد قسمات هويتها، فالتاريخ هو السجل الثابت لماضي الأمة وديوان مفاخرها وذكرياتها، وهو آمالها وأمانيها، بل هو الذي يميز الجماعات البشرية بعضها عن بعض، فكل الذين يشتركون في ماض واحد يعتزون ويفخرون بمآثره يكونون أبناء أمة واحدة، فالتاريخ المشترك عنصر مهم من عناصر المحافظة علي الهوية الثقافية([14]).

ثم برزت حاجة أخرى وهي توفير الكتب والمدرسين والمدارس للنشء الجديد في الدول العربية الذين أريد منهم أن يكونوا دائما عدة للجهاد وتم ذلك ولكن لا يخفى من هم الذين سيقومون بتلك المهام كلها للنشء الجديد فالدول العربية في بداية الصحوة من نومها ولا تملك شيئا من ذلك فكان آخر الأمر أن ارتموا أمام خبراء الغرب الذين أتوا بكل ما أمكنهم لتغريب العالم العربي – وفي أولهم الجيوش – ومن هنا بدأت عجلة التغريب تعمل في العالم العربي  وبدأ الكثير من حكام العرب يتبعون سنن الغربيين في كل شيء، وبدأوا ينظرون إلى التعاليم وإلى القيم العربية نظرة ضعيفة فيها نوع من تفضيل للحياة الغربية عليها([15]).

وتعد الهوِية بمكوناتها من المؤثرات في سمات الشخصية؛ فهي تعريف لصاحبها فكرا وثقافة وأسلوب حياة، فإذا كانت الهوية واضحة مستقرة، اكتسبت الثبـات والرسـوخ، وإذا كانت مضطربة ومتناقضة، جعلته يعاني انحلالاً وتميعا فـي عقيدتـه وأخلاقـه وسـلوكه؛ فالهوية هي التي تحفظ سياج الشخصية، وبدونها يتحول الإنسان إلى كائن تافه تـابع مقلـد، وفي شبابنا اليوم من تتسم هويته بالفوضى والارتباك والقلق؛ بسبب التقليد الأعمى، كمـا أن الاضطرابات الانشقاقية والتحولية، والاضطرابات الذهانية وعلى رأسها الفصام، تنشأ نتيجة انقسام هوية الفرد داخل مجتمعات تتضارب في معاييرها الدينيـة، والأخلاقيـة، والثقافيـة الموروثة([16]).

وهنا يبرز الدور الأهم في العملية التربوية للوالدين تجاه أبنائهم للمحافظة علي الهوية([17]):

1. التربية علي الاعتزاز بالدين واحترام الشعائر الدينية وتعظيمها في نفوسهم.

2. التوجيه لخطورة الاستهزاء بالدين والاستهزاء بالعلماء والمصلحين والنيل منهم.

3. ذكر قصص سيرالانبياء والتابعين وعظيم صنيعهم وإبراز لمحات من تاريخ الأمة ورجالاتها المخلصين.

4. التحذير من المشككين في تاريخ أمتنا الساعين للنيل من تميزها الحضاري.

5. توضيح خطورة التقليد الأعمى والذوبان في الثقافات الأخرى.

6. الحث علي التحدث باللغة العربية والتشجيع علي تعلمها وإتقانها، وإظهار الشعور بالفخر والاعتزاز تجاهها.

وتعد وسائل الإعلام بكافة أشكالها المختلفة من أهم الوسائل التي تلعب دوراً هاماً في تنشئة الفرد اجتماعياً ليكون الفرد فاعلاً وإيجابياً، حيث يمثل الإعلام بجميع مجالاته مكاناً بارزاً لتحقيق التوازن ولحماية الوطن من المد الإعلامي القادم من الخارج عبر الأقمار الصناعية ويعمل علي الحفاظ علي الهوية والانتماء، ويمكن توظيف وسائل الإعلام في مجال تعزيز الانتماء والهوية الوطنية لدي الأفراد نظراً لتأثيرها القوي في توجيه الأفراد وأنماط سلوكهم، وتعديل المفاهيم المغلوطة لدي البعض من خلال بناء فكري سليم لديهم يعمل علي تعميق الحس الوطني لديهم([18]).

وللمحافظة على هذه الهوية، يتوجب الحفاظ على الموروث الثقافي والفكري من الاندثار، ومساهمة في المسيرة التنموية والرؤية التي تؤكد الانفتاح على الحضارات، والتشجيع على الإبداع وترسيخ مفاهيم الجودة وتعميق ثقافة التميز، والمشاركة في بناء المجتمع وإحيائه ثقافيا واقتصاديا وتنمويا للوصول إلى الرقي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية([19]).

ولذا؛ أصبح التراث مصدرا رئيسيا لكل الدراسات الحديثة ونجد له أبعادا فكرية ومعرفية أكثر مما كانت عليه فهو يشمل الدين واللغة والأدب والعقل والفن والعادات والتقاليد والقيم الأخلاقية([20])، كما أن التراث قادر على أن يستمر في الوقت الحاضر، وفي الحياة اليومية الإنسانية، حيث يتجلى التراث في شكل عادات وتقاليد في مناسبات مختلفة ذات طقوس خاصة، وكذلك في السلوكيات والأفعال والأقوال([21]).

ويعتبر الخلـل فـي وظـائف الأسـرة وظهـور الـصراع وغيـاب الوالـدين عـن الأسـرة لفتـرات طويلة، والتقليد للبرامج الإلكترونية والألعاب الإلكترونية، من خلال كل هذا تبدأ العديد من المشكلات في الظهور في سلوك الأفراد ويصبح الفرد عرضة للانحراف والإجرام، كما وأن تفكك الأسرة وتدهور وظائفهـا يعـود سـلبا علـى وضـع الأبنـاء وعلـى عقـولهم وتـوجيهم باتجـاه تحقيـق أهـدافهم المـستقبلية، ومـن هنـا كان لزما الكـشف عـن دور التفكـك الأسري في انحراف الشباب المؤدية للانفصال عن الهوية الوطنية([22]).

يعد تراجع دور الأسرة الأساسي نسبيا في تربية الأبناء ورعايتهم وحمايتهم، سببا وجيها ليسلك الأبناء طرق غير مشروعة لـذلك أصـبحت مظـاهر التفكـك الأسـري سببا في دفع الأبنـاء نحـو الانحـراف الحـالي ودمـار مـستقبلهم المجهول الذي يشكل لديهم القلق منه ومما يخفيه، كما وأن ازديـاد الظـاهرة لـيس بالـضرورة أن يـرتبط بالتفكـك الأسـري فقـد أوضـحت نتـائج دراسة (البديوي، 2008)([23])، أن معظم السجناء كانوا يعيشون مع آبائهم وأمهاتهم في حين أظهرت دراسة (العيساوي وعبد علي، 2016)([24])، أن الانحراف هو نتيجة التفكك الأسري.

وتعتبر طريقة اتباع الأسرة ومجرياتها هي الأصل والأساس الأول في عملية الحفاظ على روابط العادات والتقاليد الإيجابية في كافة جوانب المجتمع المحلي، وذلك من خلال الحفاظ على هذه العادات من جيل الماضي إلى جيل الأبناء، ومن هنا فإن ذلك التصرف سيعمل حتماً على انتشار هذه العادات وعدم اندثارها وضياعها مع مرور الزمن، كما يجب أن يتم الحد من خلال تقاليد الأسرة والتقليل من التأثيرات الضارة للعولمة، ومن هنا فإن مهمة الآباء في زمننا هذا أعظم وأخطر من مهمة الآباء في أي وقت مضى، فهم مضطرون ويجب عليهم المحافظة على الجمع بين فوائد التقنيات والوسائل الحديثة في الاتصال، وبين الحفاظ على العادات والتقاليد الحميدة الموروثة([25]).

فلقد وفر ظهور شبكات التواصل الاجتماعي فتحا ثوريا، نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصا كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة إلا بشكل نسبي محدود، إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنوات للبث المباشر من جمهورها في تطور يغير  من جوهر النظريات الاتصالية المعروفة، ويوقف احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأكثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصورها خبراء الاتصال([26])، حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً فاعلاً في صناعة الرأي العام وتشكيله، حيث تسهم في ترويج الأفكار التي تعتنقها النخبة في المجتمع، لتصبح ذات قيمة اجتماعية معترف بها، وتحظى بالانتشار بين الأشخاص العاديين، ومن ثم التأثير على سلوكهم وفي تشكيل توجهاتهم إزاء قضايا بعينها؛ وهذا الدور وفقاً لنظرية التسويق الاجتماعي يتشابه إلى حد كبير مع حملات التسويق التي تستهدف الترويج لسلعة معينة وإقناع المستهلكين بها([27]).

ونحن في زمن العولمة، والفضائيات والإنترنت والهواتف الذكية وغيرها، فأصبحت أعباء التربية والتوجيه والنصح والإرشاد للأبناء والبنات والأخوة والأخوات أكثر ثقال وأعظم مسئولية، وأكبر هما، فكيف نحن مع من ولانا الله أمرهم في مواجهة تلك المستجدات وغيرها مما يؤثر في السلوك والأخلاق، كيف نحمي أولادنا وأسرنا من تأثير تلك الأجهزة السلبي على سلوكهم وحياتهم، وهذه الهواتف النقالة والأيباد وأجهزة الحاسوب أصبحت في يد الصغار والكبار، وتزود برمز دخول، فلا يدري الولي ما هو موجود بداخلها وما تحمله من كلمات وألفاظ وصور ورسائل، وجلسات الاستراحات مأمونة لأنها مع عمه أو أبن عمه وأبن خالته وصديقه، وهكذا؛ وفيها ما فيها من ضياع الأوقات والوقوع في المفاسد والمهلكات، وعلى ضوء ذلك وفي ظل هذه المعطيات تشتد الحاجة إلي ما يلي([28]):

1 - إحكام الرقابة على الأسر والأبناء.

2 – يتوجب علي أولياء الأمور والمربين الاعتماد علي الله في تربية الأولاد.

3 – ربط الأبناء بالأصدقاء والرفقاء الصالحين.

4 – الدعاء لهم بالتوفيق والهداية.

5 – غرس محبة الصلاة  والعبادة في قلوبهم.

6 – استشعار القدوة الحسنة في نفوس الابناء.

7 – اطلاع ولي الأمر علي التقنيات الحديثة والاستعانة بالخبراء في وضع الحمايات اللازمة.

8 -  الرفق يولد المحبة والخير والمعروف بين الناس.

9 -  مخاطبة الناس على قدر عقولهم.

10 - تحديد وقت مخصص لهذه الأدوات، حتى لا تكون على حساب أداء الفرائض، أو القيام بالواجبات المنوطة بالدراسة.

 

 



[1])) هاني محمد يونس موسى، (ب. ت)، دور التربية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي، بحث غير منشور، كلية التربية، جامعة بنها، مصر، ص 41

[2])) أحمد علي كنعنان، (2008)، الشباب الجامعي والهوية الثقافية في ظل العولمة الجديدة، دراسة ميدانية علي طلبة جامعة دمشق، دمشق عاصمة الثقافة العربية، ص 420

[3])) سليم عبد النبي، (2009)، الإعلام التليفزيوني، دار أسامة للنشر، ص 39

[4])) حسين عبد الحميد أحمد رشوان، (2010)، علم الاجتماع النفسي – المجتمع والثقافة والشخصية، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، ص 22

([5]) Romano, Jennifer ( 2004): " Dimension of Parenting and Identity Devolopment in Late Adolescence " Faculty of the Virginia / Master of science / in Human Development,  P. 3

([6]) Thomas, J.B (1980):" The Self in Education " first published NFER Publishing Company, new Jersy 07716 USA P. 37

[7])) محمد السيد عبد الرحمن، (2001)، نظريات النمو، علم نفس النمو المتقدم، الطبعة الأولي، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، ص 159

[8])) نصر الدين جابر، (2000)، العوامل المؤثرة في طبيعة التنشئة الأسرية للأبناء، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية والتربوية، سوريا، العدد (3)، المجلد (16)، ص 310

[9])) صالح العطوان الحيالي، (2018)، النخوة والشهامة والغيرة عند العرب بين الماضي والحاضر، العراق، ص 129

[10])) إسماعيل الفقي، (1999)، إدراك طلاب الجامعة لمفهوم العولمة وعلاقته بالهوية والانتماء، المؤتمر القومي السنوي الحادي والعشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، بعنوان، العولمة ومناهج التعليم، ديسمبر، ص 205  

[11])) وصفي عقيل، محمد يعقوب، و صباح السقار، وآخرون، (2018)، المواطنة والانتماء، أربد، الأردن، جامعة اليرموك، ص 17 

[12])) محمد إبراهيم عيد، (2001)، الهوية الثقافية العربية في عالم متغير، مجلة الطفولة والتنمية، المجلد (1)، العدد (3)، المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة، ص 111

[13])) محمد إبراهيم المنوفي، وياسر مصطفي الجندي، (2003)، التربية وتنمية الهوية الثقافية في ضوء العولمة، مجلة كلية التربية بدمياط، جامعة المنصورة، العدد 43، ص 233

[14])) عبد الرحمن عمر الماحي، (2007)، العولمة واستلاب الهوية الثقافية للمسلم، المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في الفترة من 27 – 30 مارس، 2007، ص 659

[15])) عبد الحميد الصيد الزنتالي، (1993)، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة، الدار العربية للكتاب، القاهرة، ص 196

[16])) محمد إبراهيم عيد، (2005)، أزمات الشباب النفسية، القاهرة، زهراء الشرق، ص 147

[17])) مصطفي الطبيب، (2011)، دور التربية في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية في ضوء تحديدات العولمة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، بجامعة تبوك، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية قسم التربية وعلم النفس، جامعة تبوك.

[18])) ابتسام شتات، (2004)، الهوية القومية لدي تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي وعلاقاتها ببعض سماتهم الشخصية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عين شمس، القاهرة، مصر، ص 32

[19])) ثائر رحيم كاظم، (2009)، العولمة والمواطنة، بحث في تأثير العولمة علي الانتماء الوطني والمحلي في المجتمعات، مجلة القادسية في الآداب والعلوم التربوية، ع1، المجدل (9)، ص 245 – 246 

[20]))  محمد عابد الجابري، (1992)، التراث والحداثة، المركز الثقافي، د. ت، د. ط، الدار البيضاء، المغرب، ص 14

[21])) سيد علي إسماعيل، (2007)، أثر التراث في المسرح المعاصر، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط، دار المرجاج، القاهرة، ص 40

[22])) يوسف الشرمان، (2014)، انحراف الأحداث أسبابه وعوامله من وجهة نظر الأحداث، دراسة حالة عن الأحداث مركز وتأهيل أحداث أربد، مجلة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية، العدد (6)، مجلد (6)، ص 1386 – 1410 

[23])) فؤاد عبد الكريم حمد البديوي، (2008)، التفكك الأسري وعلاقته بارتكاب جرائم المخدرات، دراسة وضعي علي النزلاء في سجون منطقة الجوف، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، قسم العلوم الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة

[24])) هادي صالح محمد العيساوي، وصبا حسن عبد علي، (2016)، مظاهر التفكك العائلي لجنوح الإناث، مجلة كلية التربية للبنات، المجدل (27)، العدد (2)، ص 644 – 653

[25])) محمد عابد الجابري، وحسن حنفي، (ب. ت)، إشكالية التراث والحداثة في الفكر المعاصر، منشأة المعارف، الإسكندرية، ص 23

[26])) خولة حمايدية ومريم قاسم، (2015)، دور مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية العمل التطوعي "دراسة وصفية تحليلية الفيس بوك لجمعية ناس الخير ورقلة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ص 22

[27])) ازدهار معتوق، (2017)، مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام، مجلة الوحدة الإسلامية،(لبنان)، السنة السادسة عشر ، العدد (181)، ص 164 

[28])) حذيفة عبود مهدي السامرائي، (2013)، وسائل التواصل وتأثيرها علي الأسرة، بحث مقدم إلي المؤتمر العلمي الثاني، جامعة سامراء، ص 85


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )