Article المقال ( Septembre )





التكنولوجيا عدو صامت يخترق حياتك واسرارك
كن حريصا 

إعداد 
دكتور  / محمد مصطفى محروس 



اللي كان في يوم من الأيام وسيلة للاتصال والتواصل بقى النهارده أخطر أداة تم تطويرها في تاريخ البشرية. الإنترنت والتكنولوجيا مش بس وسيلة تسهّل حياتك، دي بقت سلاح موجه ضدك، يقدر يخترق أعمق خصوصياتك في لمح البصر، من غير ما تشوفه ولا تحس بيه. كل جهاز حواليك بقى عين مفتوحة على حياتك، وكل ضغطة، كل صورة، كل حرف بتكتبه بقى مكشوف للناس اللي عاوزين يدمروك.
التكنولوجيا القاتلة مش بس اللي بتشوفها دلوقتي، ده حتى الأجهزة اللي كنت فاكر إنها انتهت، زي البيجر القديم، رجعت كأداة خطيرة للتجسس والتعقب. في لبنان، الحكومة كانت لسه بتستخدم البيجر في بعض الجهات، وده كان سبب في حوادث مميتة. الإشارات اللي بتطلع من الجهاز ده اتحولت من وسيلة اتصال بسيطة لأداة بتحدد موقعك بدقة. زي ما حصل في التسعينات لما تم استخدام نفس التقنية لاغتيال قائد حزب الله عماد مغنية، النهاردة القتلة بيلعبوا بنفس الطريقة لكن بأدوات أكتر تطورًا.   البيجر بقى وسيلة قديمة؟ يمكن. لكن اللي مرعب إن حتى لو اتخلّينا عنه، كل جهاز حواليك، من الموبايل للسماعات وحتى الساعة الذكية، بقى أداة جاهزة تتبعك وتحدد مكانك. كل إشارة بتصدر من أي جهاز متصل بالإنترنت ممكن تبقى السبب في إنك تموت. حياتك بالكامل في إيد التكنولوجيا، والتكنولوجيا دي مش في إيديك.
اللي بيخوف أكتر من فكرة إن حد يراقبك هو إن مراقبتك بقت أوتوماتيكية بالكامل. الذكاء الاصطناعي النهاردة ما بقاش محتاج شخص قاعد يتابعك، لا، البرنامج هو اللي بيتابعك لوحده. فيه برامج متطورة دلوقتي بتقدر تحلل صورك حتى لو لابس هدومك، تقدر تحدد جسمك وتتصوره وكإنك واقف قدامها بدون أي غطاء. مش بس كده، البرامج دي بتاخد الإشارات اللي بتخرج من كل جهاز حواليك وتحللها عشان توصل لموقعك وأسرارك. يعني وانت قاعد مطمئن، الكمبيوتر أو الموبايل أو السماعات اللي بتلبسها بتجمع عنك بيانات كل ثانية، وبتوصّلها لجهات انت ما تعرفش عنها حاجة.
الكاميرا اللي في موبايلك ممكن تشتغل دلوقتي وتسجلك وأنت مش داري. الميكروفون بيسجل كل كلمة بتقولها، حتى لو الجهاز مطفي أو قافل الشاشة. وكل ده بيتسجل في الخلفية، يتخزن ويتباع. تخيل حياتك بالكامل متسجلة: حواراتك، أسرارك، مشاكلك العائلية، كلمات مرورك، حتى أبسط تفاصيل يومك... كلها معروضة للبيع على طاولة مفتوحة لمجرمين أو حكومات أو شركات بتدور على وسيلة تبتزك بيها أو تستخدمك لتحقيق مصالحها.حتى التلفذيون الذكي ممكن يخترق ويشغل كميراته ويسجل كل حاجه فقط بمعرفه الواي فاي بتاعك
حادثة إسماعيل هنية الأخيرة دليل قوي على إزاي التكنولوجيا ممكن تبقى قاتلة. كل إشارات الأجهزة المتصلة بالإنترنت اللي حواليه تم استغلالها عشان يتعقّب بدقة، وتحدد مكانه بشكل مرعب. الهدف مش إنه يتصور أو يتراقب بس، الهدف حياته.
النهاردة الإنترنت بقت أكبر شبكة تجسس في التاريخ. المعلومات اللي بتتحرك من جهازك وبياناتك الشخصية ما بقتش في أمان لحظة. حتى التطبيقات المجانية اللي بتحملها بتبقى وسيلة لجمع معلوماتك. تخيل إنك قاعد تكتب رسالة لشخص قريب ليك، وتطبيق مجاني أو لعبة على موبايلك بتجمع كل اللي بتكتبه أو تقوله، وبعد كده تبيع المعلومات دي لشركات تانية أو حتى حكومات. مش بس بيانات موقعك أو صورك، لكن مشاعرك، أفكارك، وحتى حاجات بتخاف تتكلم فيها. 
الخطر ده مش ممكن نستهين بيه. لازم تحمي نفسك فورًا وتبدأ تعمل إجراءات جدية. ما تستناش لما الكارثة تحصل، لأن ساعتها هتبقى الخسارة أكبر من إنك تلحق تعوّضها.
1. استخدم برامج حماية قوية مش المجانيه طبعا وتحدّثها باستمرار. أي جهاز بتستخدمه لازم يكون عليه حماية شاملة، مش بس برامج مكافحة الفيروسات.
2. ألغي كل الأذونات اللي مش محتاجها. أي تطبيق بيدخل على الميكروفون أو الكاميرا من غير ما تحتاجه بيكون بوابة مفتوحة عليك.
3. استخدم VPN قوي لتشفير بياناتك. ده هيقلل احتمالية إن حد يقدر يتتبعك بسهولة.
4. اقفل GPS وBluetooth إلا لو كنت فعلاً محتاجهم. الإشارات دي هي أسهل طريق لتعقبك.
5. اتعلم تستخدم تقنيات تشفير متقدمة لحماية إشارات أجهزتك. تشفير الإشارات هيخلّي تتبعك أصعب بكتير.
6. ادفع الحكومات لفرض قوانين صارمة لحماية الخصوصية. مفيش حماية حقيقية بدون قوانين قوية بتمنع استغلال التكنولوجيا في المراقبة والتجسس.
التكنولوجيا اللي كنا فاكرينها هتفتح لنا أبواب المستقبل بقت أخطر سلاح بيتوجه ضدك. النهاردة، إنت مش في أمان طالما بتستخدم أي جهاز متصل بالإنترنت. الخطوات اللي هتاخدها النهاردة هي اللي هتحميك من الكارثة اللي جاية بكرة.

دكتور / محمد مصطفى محروس



 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )