Article المقال ( Novembre )




 



جرس ☜☎☞ إنذار

أولادنا في خطر من التحديات  




إعداد

الدكتور/ محمد مصطفي محروس




من وقت لآخر هناك تحديات خطيرة تطارد الأطفال والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل منها "تحدي دلو الثلج" و"تحدي التعتيم" الذي أثار خوف الأسرة بسبب ما أثير حول مصرع أحد الشباب إثر هذا التحدي، والذي سبقه تحديات وألعاب أخرى سببت الموت مثل "الحوت الأزرق" و"تحدي الشنق"، وكانت آخر هذه التحديات هي لعبة "كتم النفس" التي انتشرت على "تيك توك"، وأثارت خوف الأمهات والآباء.

فلقد تم رصد قيام بعض الطلاب في عدد من المدارس بممارسة لعبة خطرة يحاولون خلالها تطبيق لعبة على الإنترنت وخلال خطوات اللعبة تحدث حالة من الإغماء وتعرض حياة الطالب للخطر، حيث أن كتم النفس إذا لم يسبب الوفاة فإنه يؤثر بالقطع على جميع وظائف الجسم وخاصة المخ، الذي ينقطع عنه الاكسجين لفترة قد تصل لدقيقة أو أكثر وهذا زمن كبير وخطير.

والملاحظ أن مثل هذه التحديات تنتشر على نطاق أوسع في المدارس الخاصة التي تتزايد فيها معدلات ذهاب الطلاب بهواتف المحمول ذات التقنيات الحديثة ومتابعة الطلاب لما يتم بثه على تطبيقات مواقع التواصل، ورغبتهم في تقليدها.

وهذا ما دفع المجلس القومي للطفولة والأمومة إلى مناشدة أولياء الأمور بمتابعة أطفالهم وتعريفهم بمخاطر مثل تلك الألعاب على التطبيقات والمواقع الإلكترونية، حيث يقم الطفل أو الطفلة بكتم أنفاس زميله وبشكل تدريجي يقلل دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى يفقد الوعي، ويتم تصويره وبعدها يقوموا بإفاقته.

أن مثل تلك التحديات والألعاب تستهدف من هم في سن المراهقة من خلال ما يحبونه، وإثارة دوافعهم نحو التقليد، ومؤخرًا دوافع تحقيق ما يسمي بالترند والبحث عن الشهرة، وإثبات الذات من خلال تحقيق نسب كبيرة للمشاهدة والتباهي بها، ولذا؛ فأن السبب وراء انجذاب الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية التي تشكل خطراً على حياتهم هو غياب التواصل بينهم وبين ذويهم من أولياء الأمور، كما أنه نتيجة لغياب التواصل نجد أطفال تكون (قائدة) وغيرها (تابعة)، مما يوجب التواصل مع الأبناء ومعرفة ما يدور في بالهم وما يتعرضون إليه خلال يومهم العادي وتربيتهم بأسلوب حكيم بعيداً عن العنف والضجر.

فلقد نمت صناعة الألعاب بشكل كبير من خلال تطور لوحات المفاتيح والألعاب والملحقات الحديثة ، ولذلك فإن هذه الضجة المتزايدة التي تحيط بهذه الأدوات التكنولوجية لم يسبق لها مثيل حتى في عالم الأطفال، مما تسبب في أن العديد من الأطفال ينظرون إلى وحدات تحكم ألعاب الفيديو كضرورة في حياتهم، وليس كمكمل إضافي.

حيث أصبحت ممارسة الألعاب الإلكترونية نشاطًا شائعًا للأشخاص من جميع الأعمار ، وتعتبر الألعاب الإلكترونية هي صناعة بمليارات الدولارات تجلب أموالًا أكثر من الأفلام وأقراص الفيديو الرقمية.

وعلى الرغم من أن بعض الألعاب تحتوي على محتوى تعليمي هادف؛ فإن العديد من الألعاب الإلكترونية الأكثر شعبية تؤكد على الموضوعات السلبية وتعزز قتل الناس أو الحيوانات، وتعاطي المخدرات والكحول، والسلوك الإجرامي، عدم احترام السلطة والقانون، والاستغلال الجنسي والعنف ضد المرأة.  

كيف يتعامل الأهل مع هذه التحديات:

يجب علي الوالدين مساعدة أطفالهم في الاستمتاع بألعاب الفيديو بشكل مناسب وتجنب المشاكل عن طريق تجنب ألعاب الفيديو في الأطفال في سن ما قبل المدرسة، كما يمكنهم التحقق من تصنيفات الألعاب المختلفة، وذلك لتحديد الألعاب المناسبة في المحتوى ومستوى التطوير.

من الممكن للآباء لعب هذه الألعاب مع أطفالهم لمشاركة التجربة ومناقشة محتوى اللعبة، ووضع قواعد واضحة حول محتوى اللعبة ووقت اللعب داخل وخارج المنزل.

يجب على الآباء أن يقوموا مراقبة التفاعلات عبر الإنترنت وتحذير الأطفال من المخاطر المحتملة لجهات اتصال الإنترنت أثناء ممارسة الألعاب عبر الإنترنت.

كما يجب فرض حدود زمنية محددة للعب، وضمان لعب ألعاب الفيديو فقط بعد الانتهاء من الواجبات المنزلية، كما يجب تشجيع المشاركة في الأنشطة الأخرى وخاصة الأنشطة البدنية.

أن يتم السماح بلعب هذه الألعاب فقط في الأماكن العامة بالمنزل وليس في غرفة نوم الطفل، وعلي الوالدين أن يكونوا نموذج يحتذى به للأطفال بما في ذلك ألعاب الفيديو التي يلعبوها والوقت الذي تلعب فيه.  

 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )