Article المقال (Avril)
d كلو كلو ... الإسماعيلاوي العالمي c
بقلم : أ.د. عصام الدين فتوح
أستاذ الأدب الإنجليزى – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
كلية الآداب
جامعة الإسكندرية
ولا نقصد بالطبع بالإسماعيلاوي "الساحر رضا"،
لاعب الإسماعيلي الكروي الكبير، الذي لم تمهله الأقدار حتى يتعرف العالم عليه، إذ
توفي اثر حادث أليم. أما الفنان الذي نقصده، فهو المطرب الفرنسي الشهير "كلود
أنطوان فرانسوا"، وهو من مواليد 1939، بالمدينة المصرية الجميلة الإسماعيلية،
وقد شاء القدر أيضاً أن تختطفه المنية قبل أن يتم عامه الأربعين.
أمضى كلود طفولةً سعيدة في مصر، وتعلم العربية، حيث كان
والده مديراً بشركة قناة السويس قبل أن يتم تأميمها عام 1956، حين عادت العائلة
إلى فرنسا. وكانت والدة كلود تهوى الموسيقى، واهتمت بأن يتلقى ابنها الصغير دروساً
موسيقية أدت إلى اتقانه العزف على البيانو والكمان، اضافة إلى آلات الإيقاع التي
شغف بها الموسيقي الصغير.
وعلى عكس والدته، كان والد كلود رافضاً لأن يعمل ابنه بالموسيقى، أو بالوسط الفني بصفة عامة. إلا أن هذا لم يمنع الشاب من العمل مساءً بالفنادق والملاهي الليلية، عازفاً لآلات الإيقاع / الدرامز، مع الفرق الموسيقية المختلفة. فقاطع والد كلود ابنه تماماً حين قرر الأخير احتراف الموسيقى والغناء في مونت كارلو منذ أواخر الخمسينيات.
شارك المطرب الشاب ابناء جيله الإعجاب بموسيقى الروك أند
رول الوافدة من انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية. وأفادت شعبية كلود فرانسوا
من ظهور تيار الستينيات الفرنسي لموسيقى الشباب الذي أطلق عليه Salut les copains، بقيادة جوني هاليداي وسيلفي
فارتان وآخرين، من أهمهم كلود فرانسوا.
امتاز كلود فرانسوا بقدرته الفذة على التأليف الموسيقي
وسرعان ما وصلت موسيقاه إلى العالمية، إذ استعار المطرب العالمي بول أنكا لحن كلود
فرانسوا Comme d’habitude، بعد
أن أضفى إليها كلمات بالإنجليزية، لتصبح أشهر أغاني مطرب القرن فرانك سيناترا،
ويتم تسجيل أغنية My Way
بمختلف لغات العالم، بما فيها اللغة العربية، أداء الشاب خالد والفنانة الكبيرة
فيروز في أحدث ألابيمها الصادر عام 2017. وساهم إلفيس بريسلي أيضاً في إذكاء شهرة
كلود فرانسوا، حين غنى أغنية My Boy،
نقلاً عن لحن لفرانسوا.
https://www.youtube.com/watch?v=aTqhH2gUZR4&t=30s
كان كلود فرانسوا في قمة تألقه، حين زار معظم العواصم
الأوروبية، مع فرقة من الحسنوات، اللواتي أطلق عليهن Les Claudettes، وكان المصمم الأساسي لرقصاتهن
المثيرة، كخلفية لأغانيه سريعة الإيقاع. ثم فوجئ العالم بوفاة الفنان الشاب، إثر
حادث عرضي عند تعرضه لصدمة كهربائية أودت بحياته.
وعلى الرغم من الحادث المؤلم الذي أودى بحياة ذلك الفنان
الواعد، إلا أن عشاق الأغنية الفرنسية، والمتابعين لSalut les copains من المخضرمين من جيل الستينيات،
لن ينسوا أبداً أغنيات فرانسوا الشهيرة: Comme avant، Parceque je t’aime mon
enfant، Le telephon pleure، Si j’avais un marteau، Belle, belle, belle، وأخيراً وليس آخراً Alexandrie Alexandra.
وقد احتفت السينما الفرنسية بذكرى كلو كلو بفيلم
استعراضي تناول مسيرته الفنية منذ الطفولة وإلى نهايته المأساوية، مستعرضاً تعاون
الفنان مع كبار مطربي فرنسا من أمثال داليدا، وجيلبير بيكو، وفرانس جال، وآخرين. كما
تحتفي به جميع المحطات الإذاعية للنوستالجي مخلدة اسمه إلى اليوم.
بيروت، 21/12/2021
Commentaires
Enregistrer un commentaire