المقال Article ( Fevrier )
التنمر – أسبابه – أنواعه _ طرق العلاج غير التقليدية
إعداد
دكتور/ محمد مصطفي محروس
تمهيد:
واهتم البـاحثون وعلماء النفس بـالمهـارات الاجتماعيـة وتنميتهـا لـدى المراهقين؛
وأرجع (سليمان: 2005)، أهمية المهارات الاجتماعية وضرورة دراستها في إطار علم
النفس إلى أهميتها في مساعدة الطلبة للتكيف المدرسي، والتفاعل مع البيئة المدرسية
والاجتماعية، ورفع مستوي إتقان أداء المهارات وتوسيع العلاقات والتفاعلات
الاجتماعية لدي الطلبة.
ويعد التنمر من المظاهر السلوكية السلبية المنتشرة في المدارس وينتشر هذا
السلوك كثيراً في المدارس بنسب تفوق توقعات الآباء والمدرسين، فقد أشار (Atkinson & Hornby,
2002) ،([1]) إلي انتشار التنمر في
جميع المدارس بنسب عالية تفوق توقعات الأهل والمدرسين، في حين يري أخرون أن التنمر
من أشكال العدوان غير المتوازن الذي يحدث من قبل المتنمرين علي الضحايا بصورة
متكررة في المدارس، وينتشر في أوساط البيئة المدرسية بغض النظر عن الثقافة أو
اللغة أو الجنس، أو العرق، ويعتمد علي السيطرة والتحكم والهيمنة من قبل المتنمر
علي الضحية حيث يقوم بإيذائه جسديا أو اجتماعيا أو انفعالياً.
ومن التعريفات في هذا المجال ما أشار إليه هوبنر (Hueber, 2002) ، بأن التنمر هو:
طريقة للسيطرة علي الشخص الآخر، وهو مضايقة جسدية، أو لفظية، مستمرة بين شخصين
مختلفين في القوة، يستخدم فيها الشخص الأقوى طرق جسدية، ونفسية، وعاطفية، ولفظية،
لإذلال شخص ما وإحراجه وقهره ([2]).
([1])
Atkinson, M & Hornby, G. (2002). Mental Health Hand Book for Schools,
London: Rout ledge Foelmer, UK.
([2]) Huebner,
A. (2002). Adolescence growth and development. Human development.
www.EXT,edu/pubs/family/html.
انتشارا عند الذكور، إذ إن الذكور أكثر عرضة للقيام بالاعتداءات الجسمية من
الإناث، وهم أكثر عرضة للتحول إلي متنمرين وضحايا، إلا أن الذكور ذوي البنية
الجسدية الضعيفة هم الأكثر تعرضا إلي سلوك التنمر ويسمون الضحايا، كذلك الإناث،
فإن المظهر الجسمي الرقيق، وقلة عدد الأصدقاء، يجعلهن معرضات أكثر من غيرهن للوقوع كضحايا لسلوك التنمر([1]).
وتتكون عملية التنمر من عناصر ثلاثة هي([2]):
أ – المتنمر: وهو الذي يتشاجر مع الآخرين كي يحاول فرض سيطرته عليهم
والاستيلاء على ممتلكاتهم.
ب – الضحية: وهو الطفل الذي يكون عرضه للاعتداء وسلب الممتلكات.
ج – المعززون: وهم الذين يقدمون الدعم للمتنمر بسبب علاقة قوية تربطهم به،
وبذلك فهم مشاركون فعليون في الاعتداء.
د – المدافعون (الحراس): وهم الذين يتعاطفون مع الضحية ويقدمون له يد
العون.
ه – الخارجون: وهم المحايدون الذين لا ينحازون لأي من الطرفين.
أنواع التنمر:
للتنمر أنواع عديدة ويمكن حصر بعض منها كما يلي([3]):
1.
التنمر الجسدي: وهو نوع من أنواع السلوكيات الجسمية غير المرغوبة،
والتي تكون على شكل احتكاك بين المتنمر والضحية، وتوجد بعض الأشكال المعروفة مثل:
اللكم، الدفع، التزاحم، الرفس، اللمس غير المؤدب، الدغدغة، العراك، استعمال
الوسائل الموجودة في الصف للتقاذف كأقلام السبورة مثلا.
2.
التنمر الانفعالي: ويتمثل في كل أشكال السلوكيات التي تلحق ضرراً بالجانب
النفسي والسلوكي للضحية، بما في ذلك الاستقرار والتوافق والسعادة.
3.
التنمر اللفظي: وهو نوع من أنواع الوشاية أو الاتهامات التي قد تسبب
للضحية شتي أنواع الحزن والكرب والآلام النفسية.
4.
التنمر الإلكتروني: ويحدث عن طريق الاستعمال التكنولوجي لإحدى الوسائل
العصرية المتاحة، دون اكتشاف الأمر من قبل الآباء، لأن الشخص المتنمر قد يقدم
اسماً مستعاراً وهذا النوع من التنمر يمكن تسميته بالتنمر المحايد، ويأتي في شكل
رسائل قصيرة وصور أو رسائل نصية أو مواقع، وكلها تحمل مواصفات مغرضة ومسيئة للطرف
الآخر.
5.
التنمر الجنسي: أي سلوك تنمري سواء أكان جسمياً أو رمزياً، وهو مرتكز
علي حياة الفرد الجنسية بحيث يستخدم هذا الجانب كسلاح في وجه الضحية (ذكوراً
وإناثا)، ويتم ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة مثل الرسائل الإلكترونية واستخدام
العبارات الجنسية البذيئة، واللمس غير المرغوب فيه.
أسباب التنمر:
هناك العديد من الأسباب المتداخلة لهذا السلوك([4]):
1.
أسباب بيولوجية: فالمتنمرون يتميزون بقوة جسمية تجعلهم يتفوقوا على
ضحاياهم.
2.
أسباب نفسية: حيث أن المتنمرون تكون لديهم عدوانية تجاه الاخرين.
3.
أسباب معرفية: أن تكون لدي المتنمرين بعض التحريفات المعرفية في أنماط
تفكيرهم.
4.
أسباب أسرية: والتي تصنف ضمن أخطر الأسباب التي تولد سلوك المتنمر.
5.
أسباب اجتماعية: للمتنمر مكانة اجتماعية وشعبية عالية بين أقرائه.
6.
أسباب مدرسية: وهي عديدة مثل نقص الرقابة، وكثرة عدد التلاميذ، ونوع
المناخ الاجتماعي،
طرق العلاج غير التقليدية
تتواجد مجموعة
من الطرق العلاجية التي من شأنها تخفيف أعراض التنمر لدى الشخص، مع أهمية استشارة
الطبيب المختص قبل ذلك، ومن هذه الطلاق ما يلي:
1 - أهمية الانتباه لمشاعر الطفل، كما يجب إخباره بأنه موضع اهتمام كبير.
2 - التركيز مع
كلام الطفل ودعمه، وفي بعض الأحيان قد لا يتمكن المسؤول عن الطفل من حل جميع أضرار
التنمر عن طريق التحدّث.
3 - أهمية
التدريب والتعليم المستمر، بهدف وقف التنمر ومنعه في المجتمع.
4 - من المهم
معرفة أنّه إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، فيجب حينئذٍ تجنب مواجهة الشخص المتنمر أو
والديه لوحدك، حيث إنّه عادةً ما تكون النتائج خطيرة.
5 - يجب على
الشخص المتعرّض للتنمر أن يعرف قيمة نفسه ويرفض جميع الأكاذيب التي قالها المتنمر
عنه ليتم استبدالها بالحقيقة المتمثلة بهويته.
6 - يجب على
الشخص الذي تعرض للتنمر أن يتجنب عزل نفسه، ويحافظ على الاتصال بالأصدقاء والعائلة
الداعمة.
7 - يستطيع
المعلم استخدام تقنيات التدخل لمساعدة كل من الضحايا والمتنمرين، وذلك من خلال
إنشاء أنشطة خاصة داخل الفصل الدراسي لفهم أسباب المشكلة ومحاولة التخلص منها.
8 - يجب على
المدرسين التحدث إلى المتنمرين وضحاياهم بشكل منفصل، مع أهمية أن يكون ذلك بشكل
سرّي، كما يمكن إحالة كلا الطفلين إلى الاستشارة، بهدف تقديم المساعدة التي
يحتاجونها، وبالتالي التخلص من مشاكلهم الخاصة التي قد تكون السبب الأساسي للتنمر
لديهم.
9 – ضرورة تعليم
الطفل مجموعة مهارات جديدة، تفيد في التغلب على المشاعر المرتبطة بالتنمر.
10 -إعادة بناء
احترام الذات وتقديرها لدى الطفل، وتعزيز الشعور بالتفاؤل والثقة بالمستقبل.
([1])
أمير كايد أبو عرار: (2010)، علاقة سلوك التنمر
لدي طلبة المرحلة الإعدادية في منطقة بئر سبع بأنماط المعاملة الوالدية والنوع
الاجتماعي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة عمان العربية، عمان، الأردن.
([2])
معاوية أبو غزالة: (2010)، أسباب السلوك
الإستقوائي من وجهة نظر الطلبة المستقوين والضحايا، مجلة جامعة الشارقة للعلوم
الإنسانية والاجتماعية، مج (7)، ع (2)، ص 23 – 48
Commentaires
Enregistrer un commentaire