المقال Article ( Décembre )







مقالة بعنوان

علاقة ودور وسائل التواصل الاجتماعي في الارتباط المفرط والانحراف الأخلاقي للأطفال

في سن (4 – 11) وكيفيه العلاج من آثارها".

 

 

دكتور/ محمد مصطفي محروس





تتأثر  المجتمعات الإنسانية بالتطورات التقنية التي تنتجها الثورات التكنولوجية؛ وهي التطورات التي استحدثت أدوات تفاعلية عديدة ساهمت في تغيير مفهوم العملية الاتصالية لتصبح أكثر حداثة، حيث يتأثر الأطفال بمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي في علاقاتهم الاجتماعية، وذلك من خلال استخدامهم للهاتف المحمول والارتباط المفرط به، ومن ثم تمضية لوقت أطول في استخدام هذه الوسائل، حيث تطرقت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية لهذا الموضوع وأفردت مساحات وتنبيهات لخطورة وسائل التواصل الاجتماعي في الارتباط المفرط والانحراف الأخلاقي لدي الأطفال، والتي من خلالها يستطيعون أن يدخلوا إلي مواقع مشبوهة بدون علم الأهل، وبهذا يستطيعون قضاء أوقات وأوقات بلا أي هدف وبدون رقابة من الأهل.

وفي هذا الصدد يشير الكاتب إلي إن وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من الإيجابيات العديدة لها؛ إلا أنه في ذات السياق لها العديد من السلبيات التي تظهر في السلوك الاجتماعي علي الطفل في سن (4 – 11) سنه، والذي يتعمد الأهل أن يقدموا له هذا الجهاز عوضاً عنهم، وحتي ترتاح الأم من (زن الطفل) لها طوال اليوم، وحتي تستطيع أن تؤدي ما عليها من أدوار في المنزل.

ومن منظور الارتباط المفرط والانحراف الأخلاقي للطفل تناولت العديد من الدراسات دور وسائل التواصل الاجتماعي في خطف الأطفال في هذا السن بالألعاب المثيرة والبرامج الشيقة التي تشد انتباهه لها، حيث لا يستطيع مفارقة الجهاز حتي في أوقات الطعام، مما يؤثر سلباً علي طريقة انتباهه لما يقوم به، وهناك بعض الأطفال أصبحوا مدمنين تقريباً على خاصية الإعجاب على المنشورات والصور، الموجودة في مواقع "فيسبوك" و"إنستغرام"، والتي تمثل بالنسبة لهم نوعاً من القبول الاجتماعي، فضلاً عن شعورهم المتزايد بالقلق إزاء مظهرهم على الإنترنت، فبينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي بعض الفوائد العظيمة للأطفال، إلا أنها تعرضهم لمخاطر عاطفية كبيرة، خصوصاً عندما يقتربون من السابعة من العمر.

ومن ناحية أخرى أنه لا يمكن التحكم بشـكل مباشـر في اسـتخدام الأطفال لشـبكة الأنترنت، أو لعب ألعاب الفيديو أو اســتخدام وســائل التواصــل الاجتماعي، وهذا ما أكده تقرير منظمة اليونســكو بأن تحديات القرن الحادي والعشـرين تفرض على المجتمعات ضـرورة تبني التربية الإعلامية على اعتبار أن وسـائل التواصـل الاجتماعي أحد أشـكال الإعلام الجديد؛ وذلك في تنمية شـخصـية الطفل حتى يكون على مســتوى من الوعي والإدراك الكافي، الذي يمكنه من تفادي وتداول الآثار الســلبية المترتبة على اســتخدام وســائل التواصــل الاجتماعي ورفع من مســتوى آثارها الإيجابية.

كما أن اسـتخدام وسـائل التواصـل الاجتماعي لسـاعات طويلة يمكن أن يؤدي إلى حالة من الانســحاب الاجتماعي واضــطرابات نفســية واجتماعية واســعة لدى مسـتخدميها، والتعود على العنف من خلال نقل أشـكاله على أرض الواقع، ووضحت في ذلك دراسات عديدة أن مسـتخدمي وسـائل التواصـل لا يملكون قواعد الاسـتخدام لهذه الوسـائل كالتعامل مع نشـر الأكاذيب والشـائعات، وآلية الإبلاغ عن الضـرر الإلكتروني، واحترام خصـوصـية الآخرين وهي جوانب يجب على الأسرة تعزيزها في الأطفال.

وقد تكون تلك المخاطر مرتبطة بحجم استخدام الأطفال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي حيث أن أولئك الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًّا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية، كما أن إهمال الأب والأم وعدم الاهتمام بواجباتهم يجعل الأطفال يتواصلون بكثرة مع الأصدقاء والحديث عن التكنولوجيا والألعاب الحديثة مما يولد الشغف لدى الطفل.

وفيما يتعلق بعلامات إدمان مواقع التواصل فإن علامات إدمان الإلكترونيات الجسدية تتمثل في ألم في الظهر، الصداع المتواصل ، زيادة الوزن أو فقدانه، الاضطرابات في النوم، التشويش في الرؤية، فإن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين يعتبر إدمانا بحاجة إلى العلاج حيث أن الاستخدام 6 ساعات في اليوم يعتبر إدمانا وبحاجه إلي علاج كذلك فأن الإنسان يمكنه الخروج من دائرة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بالتدرج لأنه صعب عليه فجأة تركه وممارسة أشياء مفيدة كالرياضة بأنواعها وقراءة الكتب ممارسة أي نشاط يرى الشخص نفسه مستمعة فيه بدون أي ملل، ولترويض الطفل للبعد عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يجب علي الأسرة ما يلي:

1. عرض شرح مبسط لتأثيرات مثل هذه الألعاب على الصحة الجسدية والنفسية، والاعتماد على بعض الدراسات المنشورة بالمجلات والمواقع العلمية.

2. من خلال التربية قد يتشجع الطفل على اتباع سلوكيات معينة أو استبعاد بعضها الآخر.

3. يلاحظ الطفل شخصيات منحرفة وتتصف بعدم السوية النفسية أو الاجتماعية أو السلوكية وقد تغري بعض هذه الشخصيات الأطفال لتقليدها، اعتقاداً منهم أنهم يقلدون نماذج محببة.

4. إبعاد الطفل عن السلوك الإنحرافي يتحقق من عدة نواحي تبدأ من التربية وعلاج المشاكل والاهتمام أكثر بشؤون الطفل ورغباته والانتباه لتصرفاته وأفكاره.

5.  الاهتمام بالطفل وتحسين معاملته.

6. تعليم الطفل الثقة بالنفس والتخفيف قدر الإمكان من مواقف الإحباط التي يمكن أن يتعرض لها بشكل طبيعي في الحياة.

7. الاتفاق بين الزوجين أولًا على شكل تربوي واحد، ثم على طريقة واحدة للتقويم عند الحاجة.

8. يجب محاولة إشراك الطفل في أنشطة دينية وثقافية ورياضية.

9. إرساء مبدأ العدل في التعامل مع الأبناء.

10. ضرورة تحديد آلية للرقابة من الآباء علي الأبناء.

11. ضرورة توفير وسائل للطفل تساعده على قضاء وقت فراغه، بدلاً من الاعتماد الكلي علي أجهزة الهاتف المحمول.

12. عدم الإفراط في العقاب البدني أو النفسي.

 

واتمنى من  السادة القراء  الاهتمام بفحوى الموضوع كون اولادنا هم الثروة الحقيقيه التي نملكها  واتمنى ان اكون قد  اضئت قبس من النور صوب الافادة

 

دكتور /    محمد مصطفى محروس

 




 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Poème ( Avril )

Poème ( Avril )

La Nouvelle القصة القصيرة ( Octobre )