Article المقال ( Decembre)




    

d  فقيد الثقافة المصرية c

(1944-2021)




بقلم : أ.د. عصام الدين فتوح

أستاذ الأدب الإنجليزى – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها

كلية الآداب

جامعة الإسكندرية





توفي إلى رحمة الله مفكر عربي، وناقد أدبي، وأستاذ جامعي، أثرى مصر والعالم العربي، بل والعالم الإسلامي بالكامل، بأبحاثه ومراجعه، وإطلاعه بالعمل الثقافي الشامل، لما لا يقل عن نصف قرن.

ولد الفقيد الكبير عام 1944، وتخرج في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة، حاصلاً على مرتبة الشرف عام 1965. وقد زامل وصادق خلال مسيرته أعظم شعراء مصر وكتابها، محتفياً بهم في أعمال نقدية متميزة، منذ حصوله على درجة الدكتوراة عام 1973.

تعرف الناقد الكبير على عملاق الأدب العربي طه حسين عن طريق أستاذته الناقدة الكبيرة د. سهير القلماوي، ولمس عميد الأدب العربي نبوغ الأستاذ الجامعي الواعد، وتنبأ له بمستقبل باهر، لاستكمال مشروع نهضة الأمة الطويل الأمد، والذي عمل الفقيد الكبير، بكل دأب وشغف، على المساهمة فيه. وكان الناقد الكبير، بالفعل، أعظم من درس انتاج عميد الأدب العربي النقدي، في دراسة لا غنى عنها لأي دارس للأدب العربي والنقد الأكاديمي الحديث.

لم يكتف الأستاذ الجامعي بالتدريس بجامعة القاهرة العريقة، بل حاضر أستاذاً زائراً بأقسام الأدب العربي في الولايات المتحدة، والسويد، والكويت.. وساهم جابر عصفور في تأسيس أهم المجلات الثقافية المعنية بدراسة الأدب، مثل مجلة "فصول"، ومجلة "ألف"، وغيرها. ولعله كان من أهم المترجمين المتخصصين، وأوائل من أدخل البنيوية والتفكيكية وباقي نظريات النقد المعاصر إلى اللغة العربية، وشجع وساهم في إحياء حركة الترجمة بالعالم العربي.

كان الفقيد، بالطبع، مشاركاً في العشرات من المؤتمرات والمحافل المحلية والعالمية على حد سواء، ورأى فيه كتاب مصر ومبدعوها، مؤيداً ومؤازراً، بروح أبوية وإيمان لا يتزعزع بمستقبل هذه الأمة البارة، التي تنعيه اليوم ابناً باراً، ومثقفاً تنويرياً، ومناضلاً تصدى بفكره لقوى الإظلام والتخلف.

 

رحم الله جابر عصفور وأسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

بيروت، 31/12/2021       


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )