Roman الرواية ( أكتوبر )





رواية     


مشهد من رواية 

( الثالثة صباحا )  

  

بقلم : مارلين ميخائل  

كاتبة و روائية 



 "في الحقيقة أعمدة الإنارة تخفت شيئا فشيئا، مع عدم استيقاظ مجتمعنا الكسول، وعدم تأهبه لخلع قناع الاعتدال والديمقراطية والمساواة، ونحن غارقون في ضباب العشوائية، والتخلف والجهل، نسير في ذلك الدرب الموحش والعنيف، الذي يشبه ندبة لا يمحوها الزمن، مع كل فتاة جرح كبير لأنها فتاة! خلق آدم لتؤرخ لفكرتها بمنطقية وعقلية في الوقت نفسه، وبرؤية جديدة تنم عن عقلية فريدة واعتزاز بالنفس، لتحدد من خلال هذا الطرح علاقة الرجل بالمرأة، وطبيعة تلك العلاقة وخصوصية خلق المرأة، آدم، رجل مخلوق من طين من مادة ميتة باردة مصمتة، بينما حواء المرأة المخلوقة من ضلعه، من مادة حية من لحم ودم ونبض، لذا تجيء استجابتها مختلفة تماما للحب، ومن هنا تجيء إحباطات الحب بين طين ولحم، فكرة التضاد بين المادة المخلوق منها آدم وحواء، إثراء لفكرة الاختلاف في الأحاسيس، بالإضافة إلى أنها رؤية علمية إلى حد ما صحيحة؛ فهي رؤية تبرر لنا إحساس المرأة العالي في الحب، مقابل تقلبات الرجل وتعدده، ولو تتبعنا ظاهرة التضاد لوجدناها على مستوى اللغة كما في خلق آدم. فعلى سبيل المثال، إظهار صورة الأخ ذلك الرجل الذي يتمتع بمطلق الحرية رغم فشله في إدارة حياته أحيانا.

وراء كل شاشة من الكمبيوتر، يعاقر السجائر والأغاني الشعبية، يكتب كلمات من جنس الألعاب النارية تثير الفتنة، توحي بالثورة، تشعل نارا حقيقية داخل كل فتاة، يقتحم مواقع الحوار على شبكة الإنترنت، يدخل في عراك لفظي مع كل الآراء الملتحمة والمحجبة والمحزمة، ومع نضال بالسكاكين على رقاب كل فتاة لا تطيع كلام الشيخ فلان والشيخ فلان، ولا ينظر إلى كلام الله، الأهم في الموضوع تحقير تلك الفتاة التي لن تركع لسطواتهم الفاشلة، يبصق على كل الشعارات، نافثا كل الدخان العابق بصدره، ويستبدل هواء المدينة بغمام يغرق فيه ويتغرب، في مقابل صورتها المهمشة والمسلوبة في َ هذا العالم الذي لا يحتفي إلا بالرجل.

لا يحق لأي أحد أن يقول للفتاة أنها لن تغادر هذه الحجرة، هنا سجنك، ولن تغادريه بعد الآن، إلا للخروج برفقتي فقط، كي أراقبك في الذهاب والعودة. تداركت ما وراء النبرة، صوت الأم ملبوسا بأبخرة العود وسلطة الأخوة، صوت مسكون بقبيلة ذكور الأم. ِ أتعرفين من أنتِ، أنتِ الضحية الأزلية في هذا البيت، والآن تريدين مبادلتي الأدوار ، وتقمص الجلاد ! كُّفوا عن الاستبداد وعدم الرحمة بهذا الكائن الضعيف، من كائن رخو لا يعرف سوى الاستبداد، وإلقاء الأوامر على المرأة لأنها خلقت لتكون خادمة له.

للأسرة دور في إنشاء متحرش يربي على استحقاقه لكل شيء وكل شيء مبني على رغباته، وأن المرأة مخلوق ضعيف لا يستحق.

 

 

 

 

                              

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )