Article المقال ( Juin)



 



Ñ   إدوارد سعيد ... عود على بدء  Ò

(1/6)



بقلم : أ.د. عصام الدين فتوح

أستاذ الأدب الإنجليزى – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها

كلية الآداب

جامعة الإسكندرية




صديقي العزيز نجيب

تحية طيبة وبعد ،،،

كنت قد شرفت بنشر مقال عن التراث النقدي لإدوارد سعيد بمجلتكم الغراء اثر ظهور سيرة متميزة لأحد أساتذتي أثناء فترة الدراسة، وانجازه لدراسة متكاملة لحياة سعيد وفكره، ذلك المفكر العظيم الذي كنت قد شرفت بالتعرف عليه والحديث إليه شخصياً لساعات معدودات حين قام بزيارة جامعة ستوني بروك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كنت أعد أطروحتي للدكتوراة.

ولحسن الحظ، فقد لاقت تلك المقالة القصيرة استحساناً كبيراً، بل وطلباً من الكثير من الأصدقاء والزملاء بأن أعيد صياغتها باللغة العربية، متوسعاً في شرح بعض المفاهيم الأساسية لسعيد، والأثر الهائل الذي أحدثته دراساته المتنوعة والمختلفة في شتى المجالات، من النقد الأدبي، والأدب المقارن، والفلسفة، ونجاحه في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة في شتى دول العالم، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة، التي ألمت بغزة، ونجاح المقاومة الفلسطينية لأول مرة في إلحاق هزيمة أخلاقية وسياسية بدولة الاحتلال لم يسبق لها مثيل.

ولعلي كنت قد استسهلت كتابة المقال بالإنجليزية لترددي في أن أكتبها بالعربية، معرضاً فكر سعيد لتبسيط مخل، قد يصل إلى التسطيح. فكتابات سعيد تمتاز بإرث ثقافي ضخم من الأعمال الأدبية والفلسفية بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، إضافة إلى العربية، علاوة على أسلوب أدبي وفني متميز، تصعب محاكاته باللغة العربية. إلا أن مفكرنا الكبير – كما أدرك الآن – ليس فقط عربي الأصل، ولكنه باحث في التراث العربي والإسلامي، يتمتع بمعرفة موسوعية بتاريخ بلاده، وعلاقة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني لأرض فلسطين، بالحركة الاستعمارية والإمبريالية الأوروبية التي استهدفت العالم العربي، ونجحت – إلى حد كبير – في السيطرة على مقدراته، ومحاربة تطلعاته إلى الاستقلال والتقدم.

وتنقسم هذه الدراسة إلى خمسة أجزاء: مقدمة استهلالية، تتناول سيرة الكاتب الذاتية "خارج المكان"، تليها أربع مقالات تتناول الأولى كتابه العمدة "الاستشراق"، الذي قام بترجمته إلى العربية أستاذنا الدكتور محمد عناني، ثم مناقشة لدراسته عن "تغطية الإسلام" في وسائل الإعلام الأمريكية، قبل عرض لدراسته بعنوان "فلسطين". وقد يمثل مرجعيه "الثقافة والامبريالية"، و"مسئوليات المثقف" خير ما ننهي به هذه السلسلة.

أنهى سعيد مسيرة عظيمة من العطاء للعالم بأسره، والعالم العربي خاصة، وكلنا أمل في أن ينجح في استكمالها زملاؤنا وأبناؤنا من المفكرين العرب الشرفاء.

ولكم ولقراء المجلة خالص تحياتي ...

 

بيروت، في 3/6/2021


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Poème ( Avril )

Poème ( Avril )

La Nouvelle القصة القصيرة ( Octobre )