Article المقال ( Avril )






 المقال



ليلى ...


بقلم : مارلين ماهر




هكذا ألهمنى أخى فى الفترة الأخيرة أن أسمى الأشخاص بغير أسماءهم ، بل أختار لهم أسماءً تعبر عنهم .. أو ربما تعبر عما كشفته الأيام عنهم .. إذن هو ليس إسمها ، ولكن يكفينى حقاً أنكِ حقيقة عاينتها وأختبرت بها ما لم أكن أتوقعه يوماً .. وإخترت لك هذا الإسم ؛ لأنه خير الكلام ما قل ودل عن وصف علاقتى بكِ ... ولأنى تذكرتك " الليلة " .

لم أكن أعرف ليلى .. لم أكن أعرف سوى اسمها وعلاقة الصداقة التى تربطها بأخى من المدرسة .. ولكنى أتذكر تلك الليلة التى انتقلت فيها إلى دار المغتربات بالقاهرة التى كانت تقتنه ليلى مع إثتنتان من زميلاتى .. وكانت هذه أولى ليالينا .. بدون سابق موعد ، وبدون قصد . 

لم نكن أقرباء حق القرب .. ففى دار المغتربات لكل منا موعدها الخاص ، فلا نتشارك إلا ساعات الليل المتبقية من نهاية كل يوم .. فلهذا أتذكرهم جميعهم : ليلة ليلة. 

ليلة تقاسمنا فيها العشاء .. وليلة علت فيها أصوات ضحكاتنا .. وليلة تشاركنا القلق من إمتحان الغد . وليلة شكونا فيها قسوة الغربة وليلة اكتشفنا فيها القاهرة. 

 

فلماذا لم تشفقى ورحلتى عنا بين يوم وليلة ؟! ... 

أشتاق الأن كل الإشتياق لتلك الليالى البسيطة التى قضيتها معك .. 

اليوم هو الذكرى السنوية الخامسة للقاءنا أول مرة .. قضيت عامين منهم فقط أتذكرك .. وفى كل مرة أضيف إلى ليالينا ليلة جديدة تسكنيها وأتشارك معكِ أحاديث جديدة من وراء السحاب .  

أطمئنك يا عزيزتى ، أنا لم أكمل ليالىَّ بدونك .. فتركت وروداً على باب حجرتك ليلة ، وتركت دموعى عندما نظرت إلى فراشك ليلة ، وتركت صلواتى كل ليلة على وسادتى لأتعزى برحيلك . وعندما عدت إلى اسكندريتنا من جديد ، لملمت كل الحقائب وحملتك أنتِ فى قلبى ..

 

فأكتب إليكِ اليوم .. لأسطر هذه الليلة أيضاً ، فأنتِ لم تنتهى يا عزيزتى ..

وأكتب إلى كل ليلة تجرعت فيها الألم ؛ لقد علمتنى الصلاة من أجل المجربين بوجع الفقد . 

وأكتب إلى كل ليلة تعزيت فيها بمساندة الآخرين .. لم أكن أتجاوز الألم بدونكم . 

وأكتب إليكِ يا ليلى ... لأنى أردت أن يدوم ذكراكى هذه الليلة أيضاً .  

 

 

 

 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )