Article المقال ( Avril )
أدامو ... صوت الحب والرومانسية
بقلم : أ.د. عصام الدين فتوح
أستاذ الأدب الإنجليزى – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
كلية الآداب
جامعة الإسكندرية
لا شك أنه الفنان
البلجيكي الوحيد الذي وصل صوته للعالم أجمع، وتخطت مبيعات ألابيمه المختلفة
بالفرنسية، والإيطالية، والأسبانية، المائة مليون نسخة وحقق شهرة وشعبية واسعة في
أمريكا اللاتينية واليابان وتركيا والعالم العربي، حيث تغنى بلغاتها.
ولد سلفادور نايت أدامو
عام 1943 بإيطاليا، التي هاجر منها إلى بلجيكا مع والديه وهو في الثالثة، وتمتع
بذلك بجنسية مزدوجة – إيطالي-بلجيكي. وكان الده قد هاجر للعمل بالمناجم، وكان
سلفادور لينضم إليه، إلا أن تفوقه الواضح بالمدرسة الكاثوليكية، التي التحق بها في
بلجيكا حال دون ذلك، فقد اظهر نبوغاً في دراسة اللغات، حيث أتقن الفرنسية إلى جانب
الإيطالية، وكتب الشعر بالفرنسية، متأثراً بشعر فيكتور هوجو الرومانسي النزعة.
أما موهبته الفنية في
الموسيقى والغناء، فقد تجلت في اتقانه لآلتي الجيتار والبيانو، وحفظه للمئات من
الأغنيات الكلاسيكية بالفرنسية والإيطالية. وبدأ في كتابة الأغاني وتلحينها وهو
طالب بالثانوية، معتزماً أن يهب حياته للموسيقى والغناء.
كان أول ظهور لأدامو عن
طريق إذاعة لوكسمبورج، حيث شارك بأغنية Si J’osais
(لو كنت أجرؤ)، التي فازت بالمرتبة الأولى في حفل أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس
عام 1960. وفي عام 1963، أصدر أدامو ألبوماً تصدر مبيعات الأسطوانات في فرنسا
وبلجيكا وإيطاليا.
عرف العالم أجمع أدامو
من خلال ألابيمه، وبدأ في تلقي الدعوات لاحياء عروض بالولايات المتحدة واليابان
إلى جانب فرنسا، التي كان قد انتقل للإقامة بها.
لم يستثن أدامو العالم
العربي من جولاته المميزة، فزار لبنان حيث ألف أغنية Inchallah (إن شاء الله) التي أصبحت من أشهر
أغانيه، مطالباً بالسلام في الشرق الأوسط. وقدم أدامو عرضاً بدار الأوبرا المصرية
بالقاهرة، وكانت الصالة كاملة العدد، بمختلف الأعمار والأجيال، من طالبات المدارس
الفرنسية، إلى الأجانب المقيمين بالقاهرة، إلى الكثير من الفنانين المصريين، وعموم
محبي الغناء الغربي.
https://www.youtube.com/watch?v=qIkrsBOymAY
وبظهور أغاني الفيديو،
وموسيقى الهاردروك الصاخبة، تراجعت شعبية أدامو بأوروبا بعض الشيء، علاوة على بعض
المشاكل الصحية التي تطلب علاجها خضوعه لاجراء عملية دقيقة بالقلب. وقد كرمه ملك
بلجيكا بلقب فارس، وأهداه وسام الشرف، كما تم تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة بالأمم
المتحدة. وأفاد أدامو كثيراً بزيارته لأماكن القلاقل والنزاعات، من كوسوفو إلى
أفغانستان. وانعكس هذا على أغانيه، فصارت أكثر نضجاً، وتعاطفاً مع ضحايا الحروب،
إضافة إلى ميل المطرب الكبير الرومانسي في التطلع إلى السلام العالمي والمودة بين
الشعوب. ومع بدايات القرن الحادي والعشرين، عاد أدامو بقوة إلى الأضواء، مبادلاً
جماهيره العريضة حباً بحب، ناشراً للمتعة والبهجة، بصوته الرخيم، وألحانه الشجية،
وأحاسيسه النبيلة.
بيروت، 31 مارس 2021
Commentaires
Enregistrer un commentaire