La Nouvelle القصة ( Mars )

\

قصة قصيرة    

   

عيون الكاميرا

  

بقلم : بسنت فيليب   

 مدرس مساعد بكلية الزراعة سابا باشا

#الجزء_الرابع

-                    (صوت سمر هادئاً): أمير... اولاً اود ان اشكرك على كل ما فعلته من اجلى .

= لا شكر على واجب يا سمر المهم ان روحك ترتاح وتتركينى وشأنى!

-                    ولكن اود ان اخبرك بشىء صغير.

= لا ... لا اريد ان اعرف شىء، فقط دعينى وشأنى.

-                    بلا ... لا بد ان تعرف ان كل ما قصصته عليك ليست بالحقيقة الكاملة.

= ( بتعجب) ماذا تقصدين؟!

-                    لقد اخبرتك بنصف الحقيقة ولكن الآن سوف اصحح لك النص الاخر لتكتمل الحقيقة كلها امامك

= تفضلِ يا عفريته هانم

-                    لقد اخبرتك ان كمال قتلنى، لكنه لم يقتلنى!!

= ماذا تقولين ... انكِ تمزحين أليس كذلك؟!

-                    لا لا امزح معك ... فقط أخبرك النصف الاخر من الحقيقة وماهو دافعى لفعل ذلك بكمال ووالدته.

= اخبرنى سريعاً حتى لا يتوقف قلبى!

-                    حسنناً ... بعد ما تزوجنا علمت ان كمال هو من قام بتسوية معاش معظم العاملين لديه بشركته

= وما دخلك بذلك؟!

-                    لقد كان والدى من ضمنهم، ومنذ ذلك الحين قررت الانتقام منه حتى لو اضطرت التضحية بذاتى، ولكن تراجعت عن قرارى.

= ( بنظرة تعجب) لماذا؟!

-                    ( تتنهدى سمر وتنهمر الدموع من عينيها): لقد احببنى بصدق حتى سكن الحب بيتنا ولا مجال للانتقام، كان يهتم بى ويعاملنى كملكة تجلس على عرشها  إلى ان جاءت المصيبة الكبرى لبيتنا.

= تقصدين حماتك؟!

-                    نعم ... حماتى اللئيمة ذات الوجه الملائكى، كانت تعاملنى كمن يهتم بأمرى وكأنها أمى بالحقيقة، ولكن عندما علمت ان ما بيدى حيلة لانجاب الحفيد  المنشود تغيرت جذرياً معى وشجعت ابنها على الزواج بأخرى وإلقائى بالشارع، ولكن كمال لم يسمع منها قط لانه  حقاً يحبنى.

=  وماذا حدث لجعل الامور تنقلب رأساً على عقب؟!

-                    اكتشفت خيانته الاولى مع شريفة جارتنا واصبجت الخيانة تجرى بدمه، كان يندم ويبكى حتى اسامحه وتارة يضربنى هو ووالدته لذلك عندما طفش الحب من بيتنا عاد الانتقام ليمتلك أفكارى بيده، هنا وقف الشيطان يصفق لى من تخطيطى الذكى للإيقاع به !!!

= مهلاً اننى لم افهم ماذا تقصدين بتصفيق الشيطان لخططك؟!  

-                    فى بداية الامر أصيبت بنوبة اكتئاب حادة واصبحت محتاجة للدعم النفسى وبالتالى انتهز كمال الفرصة واعطى لى حبوب مضادة  للاكتئاب ولكن فى حقيقة الامر انها حبوب لجعلى افقد تركيزى ويزيد تخيلى وسمعى لأشياء لم تحدث بالفعل.

= وكيف اكتشفتى ذلك؟!

-                    تناولت الادوية لمدة شهر ووجدت نفسى اسمع وارى اشياء لم تكن موجودة بالفعل وعندما  فرغت عبوتى وزوجى لم يكن معى، كنت ابحث عنها فى معظم الصيدليات ولكننى لم أجدها حتى استفسر طبيب ما عن سبب تناولى لتلك الادوية المسببة لهلاوس سمعية وبصرية ... هنا اكتشفت امر زوجى.

= مازلت لم افهم بعد لماذا يقف الشيطان مصفقاً لكِ؟!

-                     (تنظر بحزن): لقد استمريت فى اتقان دورى ببراعة،  حتى حاولت الانتحارشنقاً - بشكل تمثيلى-  لكى تظهر اثار الرابطة حول عنقى وكأنه هو من حاول قتلى،  أما  اثار الكدمات المرشقة بجسدى انا من افتعلها حتى اقع به فى شباكى.

= (يسأل أمير بشك):  يبدو لى من خلال حديثك هذا ان كمال برىء من دمك ..... أليس كذلك؟!

-                    تناقش كمال معى بغرفتنا فى تلك الليلة ولكننى انتهزت الفرصة وسحبت مسدسه ووضعته على رأسى حاول كمال ان يمنعنى، ولكن لسوء حظه انت التقطت الصور اللى تثبت ادانته ...

(تضحك ساخرة): فالصورلا تدل على مضمون الحديث ... أليس كذلك؟!

 لقد اصبحت عدستك الدليل على قتلى وحديثنا الدليل  على برأته!!

= ( بتوتر وعصبية) ماذا ... انكِ فعلتِ كل هذا للانتقام من شخص برىء ... جعلتى منى دمية تلعبين بها كما يحلو لكِ لكى اثبت ادانته ويموت ... ولكن لماذا لماذا كل ذلك؟!

-                    (بصوت عالى): انه حقاَ يستحق الموت ... أكنت تريد منى ان اموت واتركه يحيى بسلام ... أم تريد منى مسامحته على خيانته المستمرة لى ... أكنت تود ان لا انتقم لأهل بيتى وتشريد اسرتى بسببه هو.... هو لا احد غيره؟!

= (بصوت حنون): ولكن ... ولكن أين هو حبك له حين عفوتى عنه بالمرة الاولى؟!

-                    (تبكى) لقد ابتلعته بداخلى حين كسرنى وخان عهدنا ....وتستكمل حديثها...

ولكن مهلاً أحقاً كل ذلك بسبب خيانته لى ام اننى "مريضة نفسية" ... كما يزعمون؟!!!