La Nouvelle القصة ( Mars )

 

قصة قصيرة    

   

عيون الكاميرا

  

بقلم : بسنت فيليب   

 مدرس مساعد بكلية الزراعة سابا باشا

#الجزء_الثالث

( صوت يهز اركان المحكمة): محكمة

-                    النيابة: سيادة القاضى حضرات السادة المستشارين... بعد تقديم ادلة جديدة فى قضية المجنى عليها سمر ساهيل اتضح لنا انها لم تموت منتحرة  كما قال زوجها، فبعد معرفة حقيقة خيانتها له قررالمتهم الماثل امامكم ارغمها على قتل نفسها واتضح ذلك من تلك الادلة الجديدة التى توصلنا إليها وهى صور لمصور محترف قام بالتقاط الجريمة كاملة من خلال عيون عدسته واثبت لحضراتكم جريمة القتل مع سبق الاصرار والترصد وذلك لماذا ... لماذا يا حضرت القاضى ؟!

حتى يحصل المتهم على شقة الزوجية ومنافعها وحده ليتزوج مرة آخرى، كما أثبتت التحقيقات أن أم المتهم كمال عرفت المجنى عليها سمر بصديقتها وابنها ماهر واتفاقهما سوياً للإيقاع  بسمر حتى يستثنى لهم التخلص منها ودون ادنى حقوقاً لها، وعندما راها زوجها المتهم كمال بمفردهما اوسعها ابشع الضربات هو ووالدته وقام بإرغمها على الانتحار من خلال مسدسه وذلك ما اوضحته تلك الصور الموجودة امام حضراتكم، لذلك سيدى القاضى اطلب من سيادتكم توقيع اقصى العقوبة على المتهم كمال حنفى وهى الاعدام شنقاً ليكون عبرة لغيره، وشكرا سيادة القاضى.

-                    القاضى: ألديك اى اقول اخرى يا سيد كمال؟!

-                    كمال: سيادة القاضى حضرات السادة المستشارين الافاضل، اننى لم افعل شىء كل ما تشاهدونه بالصور ليس حقيقى، لكنها هى من خانتنى وعندما علمت بذلك سحبت مسدسها من خزانتى لتقتل نفسها ولكننى امسكت بيديها حتى امنعها عن ذلك حتى ضغطت على الزناد وماتت منتحرة، وهذا كل ما حدث والتقطته عدسات الكاميرا.

-                    النيابة: ولكن ماهر اعترف بأتفاقه مع والدتك على سمر.

-                    كمال: سيادة القاضى اننى لم اكن اعمل بهذا الامر، وما فعلته أمى بسمر.

-                    القاضى: ولكن الصور تثبت انك حاولت قتلها حقاً.

-                    كمال: نعم سيدى اعترف اننى اخطأت فى حقها وقمت بضربها وإيضا خونت ثقتها بى ولكننى لم اقتلها.

-                    النيابة: اثبت عند حضرتك سيادة القاضى انه هو من قام بضربها وخانها وبالتالى يود الاستحواد على الشقة وطردها من خلال اتفاقه مع امه على تلويث سمعتها مع المدعو ماهر لذلك لديه الدافع للتخلص منها والتزوج بغيرها.

-                    كمال: لقد جن جنونى حين رأيتها مع ماهر وهو ممسكاً بها، ولكننى  اقسم اننى لم اقتلها قط.

-                    (تظهر هنا سمر لأمير وتتحدث معه ): انه يكذب يا أمير... انا المجنى علي، انا ميتة الان.

-                    أمير: مهلاً يا سيدى اود ان اوضح الحقيقة للجميع.

-                    القاضى : ومن انت؟؟!

-                    امير: انا أمير أمين مصور تلك الصور، ولكننى اعرف الحقيقة كاملة لان سمر هنا الآن  وسوف اتكلم بالنيابة عنها.

-                    القاضى بتعجب : سيد أمير الموضوع لا يحتمل الجنون، من فضلك ارحل انت وعفريتتك الآن ودعنا نكمل عملنا.

-                    أمير: سيدى ان روح سمر لا ترتاحى حين ينال المجرم عقابه.

-                    (هنا امسكت سمر بقلم القاضى ومضت اسمها على ورقة امام القاضى قائلة " دعه يكمل بالنيابة عن حضورى وإلا... " ابتلع القاضى ريقة وطلب من أمير استكمال استجوابه لكمال

-                    أمير: سيد كمال لقد ذكرت انك السبب فى كدمات زوجتك المرشقة بجسدها انت ووالدتك، ولكن بماذا تفسر وجود علامات اختناق حول رقبتها؟! هل حاولت قتلها مسبقاً؟!

-                    كمال: لقد حاولت شنق نفسها مرة ولكننى أنقذتها، لقد كانت تمر بأزمة نفسية حادة منذ عدة اشهر وقمت بعلاجها من خلال بعض الادوية اللازمة لحالتها.

-                    أمير: ولكن لماذا تعطى لها تلك الادوية الخاصة بالهلاوس السمعية والبصرية ؟!

(ينظر للقاضى): اقول لك سيادة القاضى لان خطته الاولى فى محاولة شنق زوجته لم تنجح فحاول  معها بخطة شديدة الذكاء وهى تلك الادوية لتدخل إلى المصحه النفسية ويطلقها ويتزوج بغيرها وذلك عندما اكتشفت سمر خيانته لها.

-                    كمال: لا لم يحدث ذلك ... انها كانت تعانى من قبل بتلك الهلاوس واعطيتها ادوية مؤخراً ولكن لم يجدى معها اى نتيجة حتى اصبحت تتخيل بخيانتى لها فى كل مرة ترأنى فيها.

-                    أمير: لقد اثبتت الصور وجميع اعترفاتك انك المتهم الوحيد بقتلها وحاولت قتلها مراراً وتكراراً.

(اتجه امير بنظره للقاضى): سيادة القاضى حين فشلت كل خطط  كمال قررقتلها بطريقة تٌظهر امامكم انتحار وليس قتل، ولكن تبقى الادلة هى الاساس لاكتشاف الجريمة، لذلك اود من سيادتكم توقيع اقصى العقوبة على ذلك الجانى حتى ينال عقابه.

***

وبعد التداول والمناقشة قررت المحكمة اعدام المتهم كمال حنفى شنقاً حتى الموت