La Nouvelle القصة ( Mars )



 




قصة قصيرة    

   

عيون الكاميرا

  


بقلم : بسنت فيليب   
 مدرس مساعد بكلية الزراعة سابا باشا


#الجزء _الثانى

 




 

 

-                    أنا سمر ساهيل التى أمامك فى الكاميرا... قُتلت بدم بارد ولكن انت هو دليلى الوحيد حتى ترتاح روحى، فأرجوك ساعدنى.

= (بصوت محشور يكاد يُسمع) مين .. مين يساعد ... انا؟!!

(واستكمل بسخرية) بالتأكيد يا عفريته هانم (يستعد للرحيل مستكملاً) أكيد مقلب من الكاميرا الخفية! يكفى هزارحتى الآن (يغادر مسرعاً).

(فى منزل أمير) يجلس على أريكته مفكرأً وهو يتصفح الصور ويدقق النظر فيها ليشاهد جريمة قتل سمر كاملة فيسمع صوت رقيق يحدثه قائلاً:

-                    ألم تصدقنى بعد؟! لقد قتلنى بدم بارد بعد عشرة كبيرة بيننا.

 = (انتفض أمير) لا لا اريد ....ارجوكِ دعينى وشأنى.

-                    ارجوك اسمع قصتى ثم افعل ما شئت.

= (بخوف) اخبرينى يا عفريته هانم!

-                    أنا سمر ساهيل فتاة دخلت فى عقدها الثالثة وأكبر اخوتها الاصاغر سالى و سلوى، كنا كأى أسرة سعيدة تحيا فى ظل والديها، إلى ان جاء يومنا الأسود وهو تسوية المعاش المبكر لولدى -رغم صغر سنه- من شركة الادوية التى كان يعمل بها وعلى أثرها توفى والدى نتيجة ازمة قلبية حادة ولم يمر شهر حتى فارقت امى الحياة بنفس الازمة ، هنا تحملتُ مسؤلية اخواتى على عاتقى ودخلت فى مفرمة الحياة ما بين دراستى وعملى، كنت أنام كمؤمياء شبه حية واستيقظ  كنسر يواجه صعوبات حياته بقوة حتى اصبحت محامية ذو مكانة رفيعة، وزوجت سالى وسلوى ولكن نسيت نفسى، وبدأت نظرات الجميع تلتهمنى وصارت الغمزات ومصمصة الشفايف هى الراعى الرسمى لى فى كل فرح او جنازة  اكون حاضرة بها، ناهيك عن الكلمات الجارحة التى اصبحت فى مجتمعنا عادة للتدخل فى شؤون الاخرين، صرت فى تلك الدوامة حتى ضحكت لى الدنيا أخيراً وتقدم لى دكتور نفسى ولديه شركة أدوية كبيرة لم اكن اعلم عنها شىء، وتوافقت الامور وتزوجنا سريعاً وبعد مروراول سنة من الزواج ابتدت اللعنة.

-                    سمر حبيبتى ... والدتى تريد ان تجلس معنا لأيام معدودة حتى تجدد شقتها .. وأنا وافقت على طلبها اتمنى انك لا تعارضينى ؟

= (سمر بعد تفكير) نعم اوافقك يا كمال ... انها بمثابة أمى.

-                    حببتى ... أنا مسافر الغردقة غداً لمدة أسبوع.

= ترجع بالسلامة يا حبيبى.

-                    حببتى لدى عمل هام فى الاسكندرية سوف اعود بعد اسبوعين.

= توصل بالسلامه يا كمال حبيبى.

وبقى الوضع كما هو عليه ولكننى لم اكن اشك فيه لحظة واحدة حتى تلقيت رسالة نصية مضمونها يتحدث عن خيانة زوجى لى، لم أصدق فى بداية الامر وقررت اصارحه بما يأتى لى من رسائل نصية ولكننى لاحظت عليه بعض التغيرات تجاهى.

-                    حببتى ممكن تحضرى لى الأكل؟

= ( بصوت ممزوج بحزن): اننا اتفقنا على الخروج معاً ... هل نسيت ان اليوم هوعيد جوازنا ؟!

-                    (بارتباك): لا لا لقد كنت اختبرك ... اجهزى الآن وسوف انتظرك.

= (مبتسمة بخجل): حاضر  

اندهشت من تركه لى لأول مرة دون ان يملىء عليً ملاحظاته فى ملابسِ او يظهر اعجابه بى كما كان يفعل فدخلت غرفتى لأجهز نفسى ثم تذكرت ان اجهز طبق الحلوى لجارتى شريفة وهى فى الحقيقة كانت ونعمة الشرف.

-                    يبدو لى انك تتمسخرى على اسمها؟!

= نعم ... انها خائنة وليست بشريفة كما يطلق عليها، عندما فتحت الباب لأذهب لها وجد زوجى يحتضنها، صعقت تماما واغلقت بابى بهدوء وانتظرت حتى تمالكت نفسى ثم اتصلت بزوجى واخبرته اننى شعرت بأرهاق شديدً وسوف اتناول دوائى  وانام ... اغلق معى الخط ولم يبالى بى قط ، ماذا افعل ؟؟

-                    ماذا حدث بعد ذلك هل صارحتيه؟!

 = اوضحت له اننى شاكه فى أمره  وهددته انى سأخد كل ما لدى من حقوق ولكنه انكر فعلته وعندما واجهته بالحقيقة وانه خائن تدخلت والدته وهدأت الامور بيننا واقنعتنى ان لا اترك زوجى وبيتى للخراب وهو اعتذر منى وانه لم يفعلها مجدداً.

-                    جيد انها حقاً حماة رائعة

= حقاً كنت اظن ذلك ... ولكن مع مرور الأيام أكتشفت خبث هذا الوجه البرىء، عرفتنى على صديقتها وابنها ماهر ثم بدأت فى زيارتنا مراراً وتكراراَ ولم تمر أيام قليلة حتى بدأ ماهر يأتى إلى بيتى وكانت حماتى تستقبله وترغمنى على الجلوس معه، ثم بدأت تتركنا وتذهب حتى بدأ ماهريسمعنى من الكلامات العذبة ما لذ وطاب ولكننى انتهرته ولم اكن اعطى له اى فرصة حتى للكلام معى إلى ان جاء اليوم المشؤم!!

-                    ماذا حدث؟!

= لقد جاء ماهر إلى منزلنا كالعادة وحماتى كانت فى عجلة من أمرها وطلبت منى مضايفته حتى عودتها ولكننى حاولت ان اشرح لها على مدى سوء نيته ولكنها ابت ان تسمع لى وغادرت مسرعة للتسوق،  هنا انتهز ماهر فرصته الذهبية وبدأ فى مغازلتى بمنتهى الوقاحة وامسكنى من ذراعى ليقربنى منه وعندما بدأت فى الصراخ دخل كمال المنزل ووجدته فوق رأسى - وكأن الامر مدبر للايقاع بى- يتهمنى بالخيانة، وهنا رأيت ماهريغمز لحماتى بطرف عينه وهى تشاور له بالمغادرة سريعاً ثم انهال كمال وامه علىً بالضرب والسب، وجرنى لداخل غرفتنا واغلق الباب واشهر مسدسه بوجهى ولكن يبدو انه تراجع عن امره فى لحظة.

-                    (يسمع مهتم) : كيف ؟!

= يبدو انه لم يريد ان تتسخ يده بىً، فامسك يدى بقوه ووضع بها المسدس مصوبه نحو راسى وأرغمنى على الضغط على الزناد كى اموت وانا ابكى محاولة ان اشرح له ما حدث، لكنه ضغط على اصبعى لتنطلق الرصاصة مخترقة راسى، فسقط ارضاً واصبحت منتحرة فى نظر المجتمع حين عُلم زوجى بخيانتى له، لذلك انت هو منقدى يا أمير وصورك دليلى الوحيد على  قتله لى فى تاك الليلة.

-                    (بعد تنفس الصعداء): ولكن ماذا تريدى منى ان افعل؟!

= قدم تلك الصورة للمحكمة ليعاد فتح قضيتى مرة اخرى وينال المجرم عقابه.

 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )