Article المقال ( Mars )



 


           
مقال    
 

مذكرات سائق سيارة الأجرة



بقلم : مريم بولس

 



مرحباً مذكراتي، يوم آخر متعب كثيراً. مازال ظهري يؤلمني من وضع القيادة، و مازال عقلي يزدحم بكلام الناس و ثرثرتهم الكثيرة. ثرثرة تجعلني أضرب كف بكف كلما تعمقت فيها. فمرة تركب معي أمرأة حامل معها طفل، في يدها حقيبة كبيرة بعض الشيء، لديها آثار جروح على وجهها الناعم الجميل، تتنفس بسرعة و تقول متلعثمة "يلا ياسطا". ثم تتحدث على الهاتف صارخة "أنا مش هارجع لإبن ال*** ده تاني... كفاية أوي اللي حصلي من وراه لحد كدا... فضلتوا تضعطوا عليَّ و أهي النتيجة...لو مسيبتونيش أقعد عندكوا هموتلكوا نفسي ..."و أشياء أخرى كثيرة مثل هذه. ثم تنزل و تركب فتاة في نفس العمر، تلبس الملابس ذات الحروف الغالية بلا سبب و تمسك بهاتفها ذا التفاحة مسكة غير مبالية، ثم ترفع نظارتها الشمسية و تأمرني بالذهاب. و مع أول مطب آخذه يخرج فمها الذي تخاله عفيفاً غالياً أفظع الشتائم لي و لسيارتي و "لليوم الإسود اللي ملوش ملامح اللي الشوفيير إتأخر فيه". كيف لا أضرب كف بكف يا مذكراتي العزيزة ؟ أدرك أن لكل منا قصته، و أنا راض الحمدلله. و أدرك أن السيء جداً عند البعض هو نعيم أُخَر. و لكني مازلت أتعجب لتفاوت الجنس البشري.


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )