Article المقال ( Janvier )




 



   المقال



شغفى المردوم بالتراب

 

بقلم : مارلين ماهر



 

عزيزى الله .. ،

هل لك أن تسمعنى فى وسط كل هذه القلوب المجروحة ؟ هل لك أن تسمعنى فى وسط أُناس فقدت ذويهم ؟ هل من فرصة أخبرك فيها عما يحدث بحياتى أم الوقت لا يكفى وسط أنين هؤلاء المتشبثين بأجهزة الأكسجين داخل غرف العناية المركزة ؟

هل تسمعنى أم تكفيك دموع فراق الأحبة عند أول مفترق اعترضهم بالطريق ؟

يا الله ، أنا لا أبحث عن إجابة لسؤالى ، فأنا أعلم أنك تستعذب بسماع صوتى .. وربما تنتظر أن تتسلل نظراتى إلى السماء حتى وإن كانت دون قصد ... فأنا لا أشك فى ذلك .. ولكن ،

أنا فقط أسأل هل من داعٍ لأقص عليك مشاعرى أم أتجاوزها بلا حديث وأسير فى درب الحياة شاكرة أننى لست من هؤلاء المتألمين ؟

أكتب إليك وأنا أتأمل طاقتك الغير محدودة فى إستيعابنا جميعاً ... أكتب وأنا ممتنة لمسامعك التى لا تمل أبداً من أحاديثنا جميعاً على السواء ..

اليوم جئت لأخبرك أننى أحتضر يا الله ( وهذه مبالغة .. أعلم ) ولكن أقصد الشغف الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بداخلى .

تمر الأيام ، وأنا أبحث عنى .. عن حُلمى .. عن قصتى المُلهمة التى تمنيت أن أقصها يوماً ... أبحث عن أول مرة سردت فيها أفكارى على صفحات كتابى ... عن أول مرة تسلل صوتى إلى ميكرفون الإذاعة المدرسية لألقى أول أشعارى ... عن الجامعة وسنين الحُلم .

لا أشعر الآن سوى أن البساط ينسحب رويداً رويداً من تحت أقدامى .. فلا مصير سوى السقوط !

 أتعجب حقاً أننى فى أوائل العشرينات من عمرى ومرآتى لا تخبرنى عن أي شىء أستطيع فعله .. لا إنجاز يرقى إلى مستوى العمل .لا تخبرنى سوى أننى أضعت أفضل سنين عمرى هباءً .لا تخبرنى سوى أننى مغفلة أفنت عمرها فى حفظ كتب لعينة ؛ لا وجود لها إلا برفوف المكتبات .

فهل ضللت الطريق من البداية أم أن طريقى فقط غير ممهد ؟

ماذا أفعل وإلى أين أذهب يا الله ؟ فما أوسع هذه الحياة وما أصغرنى !

فإن كانت الأجساد تتوارى تحت التراب ولا سبيل لعودتها ... فهل يمكن لشغفى ؟ وإن لم يكن ، فأنا استودع فى يدك شغفى المردوم بالتراب .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )