La Nouvelle القصة القصيرة. ( Novembre )




 قصة قصيرة


ذاته


جزء ثانى "



بقلم : رفيق وجيه




اسير في اتجاه بيتي لم يعد امامي سوي دقيقتين . لايبدو فعلا في خطواتي .. لا اتقدم .. فقط الالم حتي انني اري لوحات السيارات ذات الثلاث حروف ا ل م لا لست اتوهم .. اسمع اهات السيارات المسرعه في هيئة الات تنبيه .. ارقد الان علي سريري .. لست انا بل المي فقط ، لا اشعر بجسدي علي سطح الفراش الصلب .. اختاره هو او هكذا اظن ولما اخترته ياهذا . قال ان هذا الفراش صحي صحي جدا !!! الم شديد لكني احتمله يتوسط جسمي يشتد عند الرحم ويزداد في جانبي من الخلف ربما تكون الام الكليه يقل اسفل العمود الفقري ويتفرع حتي قفصي الصدري ومنه الي كتفي الايمن ومعصمي .
سمعته يدير مفتاحه في باب الشقه فتذكرت كيف كان ابي يأتي ومنذ لحظه وصوله ونحن كلنا حوله وصوله قيلولته الغذاء قراءة الجرائد سرحت في عائلتي وابتسمت وظن هو انى ابتسم له فقال " تتحسدي شوفتيني وضحكتي يعني !! يارب دايماً " يقبلني تلك القبله البارده دون كلمات . يسكت ثم يقول " فيه اكل ؟ " قلت له " ايوه حسخنلك حالا " حاولت ان احكي له يومي فقطاعني " انهرده المدير بتاعي سكيته ووقفته عند حده وصوتي علي عليه وسط زمايلي . وزمايله قالوله ان عندي حق بس احاول اسيطر علي نفسي لان كده مايضحش وكده عيب " حاولت مرة اخري ان استدرجه للحديث عن يومي واصمت لحظات حتي اثير انتباهه فنصمت نحن الاثنين معا تماما ، ذهب ليتابع برنامجه المفضل رددت داخلى " اعرف انك تحبني حتي وان كنت لا تعرفني " .
كلما ربيت دوده قز لااتحمل رؤيتها داخل الشرنقة فاساعدها .. ان تتحرر . فتموت .. واحضر غيرها واحس انها تختنق في الشرنقه اساعدها تموت وهكذا مرارا وتكرارا . تركتها في ذات مره فخرجت فراشه احسست انى لا اريدها محبوسة لدي فحررتها . هل تحررت قبل ان اعرفه ام تحررت به ! . احسست بفعل ثورة داخلى لكن لم ادرك شئ بعد ...
غبت عن الوعي ثلاثة ايام ، لم اكن في غيبوبة مرض ما اصابني بحمي شديده انا مستيقظه لكني لست في كامل وعيي ورغم الام الحلق والدوار والتكسير في كامل جسدي ، كانت هناكك حرب تصادميه بيني وبين نفسي لم تحظ بها نفسي منذ فتره المراهقه ، ادركت ان هناك بعض الشخصيات الاساسية في رحلتي في الحياه ، مرت ثلاث ايام دون ان يتصل بي اي احد او يراسلوني ، كانني غير موجوده ، لقد تعودت علي هذا الشعور . انهم لم يلاحطوا حتي غيابي !!! اذن لماذا امنهم كل هذه الاولويه من وقتي وكياني ، المرض يجعل الانسان يتغير ومن يتحمل مرضي فهم بكل تأكيد يحبونني ، او علي الاقل يملكون قلوباً تستحق الالتفات اليها ، اليوم لن ارد علي الهاتف رغم انى انتظر مهاتفته لي بشده إن فقط استطيع ان اعيش بدونك ، بدونكم جميعاً ...

افتقده كثيرا رغم خصامنا او ربما افتقد احدا يشاركني جلسه في يوم شتوي دافئ ، هاتفته ودعوته لينضم لي فوجد اكثر من ثلاث حجج لعدم القدوم فهمت انه مازال يعقابني علي كلامتي القاسيه له فتركته دون اصرار ، كيف له ان يرفض دعوتي وكيف لم يشعر بشده احتياجي له . ماذا لو كانت الدعوة للمنزل وليست مجرد مشاركه فنجان من القهوة وشمس تدفئ اطرافنا وقلبينا .


 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )