Article المقال ( Novembre )
مذكرات معلمة
بقلم : مريم بولس
أعلم
يا مذكراتي أنني أخطأت كثيراً و تصرفت تصرفاً شريراً للغاية و لم أكن كبيرة اليوم،
بل تصرفت كطفل يريد حلوى في يد أخيه فيدبدب في الأرض و يتمرغ و يصرخ ليعبر عن ضيقه.
أُحرج كثيراً أمام نفسي و لكن شخصيتي الساعية للكمال تحتم عليَّ أن أوثق ما حدث اليوم
فيكِ حتى لا يتكرر.
منذ
بدأ الفصل الدراسي الجديد هذه السنة، كان لدي في أحد الفصول فتاة جذابة كثيراً و تعلم
ذلك. كانت تلك الفتاة من النوع الذي طالما كنت أكرهه كمراهقة، مشهورة كثيراً في المدرسة،
لديها "وصيفات"، لديها شخصية قوية و ... حسناً جذابة كثيراً على أن تكون
في الفصل الثانوي. أعرف أنه شعور خاطيء و لا يحق لي، و لكن ماذا أفعل ؟ إنه شعور حقيقي
.. لماذا أدفن رأسي في الرمال كلما جاءت سيرة هذا الشعور؟ لماذا ينظر المجتمع لمن تفكر
هكذا على أنها فعلت شيئاً خاطئاً ؟؟ نعم أنا أريد أن أتزوج ! نعم لقد كبرت كثيراً و
لا ينظر لي الرجال من سني لسبب ما ! نعم أنا أغار من كل جميلة لأنني صدقت أنني لست
جميلة و لأنني حقاً حقاً وحيدةً للغاية !
في
لحظة غضب و بنصف وعيي عندما رأيت تلك الفتاة تلوح لذلك الفتي الذي يحبها في الفصل لم
أتمالك نفسي و أهنتها كثيراً أمام الفصل كله على خطأ لا يستحق ردة الفعل هذه... أخذت
أصرخ بأي جمل تخطر على بالي حتى بدأت الفتاة في البكاء ! كنت في موقف صعب كثيراً حتى
أتراجع فعاقبت الفصل بلا سبب و أخذت أشياءي و هممت خارجةً إلى الحمام، أبكي ...
بالطبع
تلك الفتاة وجدت ألف شخص حولها يساعدوها و يخففوا عنها ما فعلته الساحرة الشريرة (اللي
هي أنا)، أما أنا فلم يلاحظ أحداً وجودي من غيابي... أنا ناقمة كثيراً على هذا الوضع،
و لا أفهم لماذا يكون هناك مجموعة مختارة من الناس ليعيشوا حياة مليئة بالحنان و الحب
و مجموعة أخرى لا ترى من الإهتمام جانب مهما حاولت ؟! أليس هذا هو الظلم الحقيقي ؟
Commentaires
Enregistrer un commentaire