Article المقال ( Novembre )



            
مقال    
 

مذكرات موظف الإستقبال



بقلم : مريم بولس

 



لماذا هذا العالم يدور بهذه الطريقة؟ لماذا لم يعد لدى الناس أقل إكتراث بما يُشعرون غيرهم؟ لماذا التفرقة و الإختلاف الذي يولد التعالي و الكبر و الخصام ؟ لماذا أنا مضطر أن أعيش في تلك المجتمعات ؟

 

يأتي الناس إلى الفندق لأسباب عدة، منهم من يعمل و منهم من يأتي مع عائلته ليقضي وقتاً سعيداً، و منهم من يأتي وحده للإستجمام بعيداً عن الدنيا و منهم من هو مضطر لذلك. كل مختلف عن الآخر. و كذلك العاملين، منهم من يعملون في فترة الأجازة لجني النقود، و منهم من يتعلم كثيراً حتى يصل لمناه بالعمل و منهم من يدخل العمل نادلاً و يحلم بأنه مدير الفندق، و منهم، مثلي، من يعمل فقط ليعمل ... لأن من لا يعمل لا يأكل... بهذا القدر.

 

و على إختلاف القادمين و القائمين يولد الكره و التنافس و الأنا الكاذبة. "أنا فلان الفلاني كيف تجعلني أنتظر"، "أنا من يدير الفندق فأذلك كما يحلو لي"، "أنا شخص مهم كيف لا تعرفني"، "أنا سأصمت الآن و لكن لاحقاً عندما أتمكن سأعود لأنتقم"،  "أنا مديرك المباشر.."، "أنا مديرك الكبير"، "أنا الغني الذي يطعمك بماله"،"أنا أنا أنا".... حسناً لأقول شيئاً ... "أنا لا أتحملكم جميعاً!"

 

لا أفهم ما هذا التنافس الغبي الضحل على كل ما هو فان، مال، وظيفة، مركز، إحترام مزيف... يعيش الإنسان ٦٠ أو ٧٠ عاماً في المتوسط... لماذا يضخم الحياة لهذه الدرجة ... إنه فراغ... لا شيء... عبث... نعيش حياتنا لنحِب و نُحَب، ربما لنضحك، ربما لنبكي، ربما لنعتصر في أحضان أمهاتنا، أو نقول كلمة لطيفة لشخص مغيظ، أو نفعل شيئاً مجنوناً نخاف منه كثيراً... هذا ما قد نستثمر فيه تلك ال٦٠ عاماً الحقيره وإلا فلا معنى آخر لها!

 

أظن أن هذا العالم ما هو إلا فندق كبير، لا يخلد فيه أحد، كلٌّ له مدة إقامة، و ينظر من ينظر مثلي عند الإستقبال إلى أفعال الناس و كلامهم المثير للضحك أحياناً ... ينظر و يضحك متأسفاً على ضحالة عقولهم و صغر نظرهم...


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Poème ( Avril )

Poème ( Avril )

La Nouvelle القصة القصيرة ( Octobre )