ِArticle مقال Méditations et Réflexions تأملات و خواطر ( Novembre )








خواطر 

 

بقلم : ماريان وليم

 



قلبى كبالون ممتلئ بالمشاعر و الحب و الكلمات .. يسير بحذر فى هذا العالم الذى ملأ ارضه  الصبار ... رفقا بقلبى ايها العالم فخالقك يسكنه

 

كلمات قلبى

 

قلبى كآخر زهره ياسمين ترتجف فى ليالى أوائل الشتاء البارده، تتشبث بغصن شجره فقدت نصف اوراقها، و لكن الرياح غادره تعصف بها ... قلبى كآخر زهره ياسمين تسقط فوق الازهار المطروحه ارضا منذ أيام فتستبدل ثوبها الابيض المخملى بجسد جاف هش اصفر اللون ... بعد ان كانت تشتهى  طفله قطفها لتصنع منها عقدا .


قلبى يشتهى دفء شمس الصيف

 

كإناء خزفى قلبى ... متصدع ... بعد ان كان يحمل بداخله عذوبه و حياه، لم يعد يحتمل قطره ماء

كإناء قديم قلبى ... يمر هواء الخريف بين شقوقه الجافه فيصرخ متألما ... صرخات يظنها العابر موسيقى ...

 

قلبى يشتهى قطره ماء

                              

قلبى كعازف عجوز .. مريض و لا يشفيه سوى موسيقى سماويه ناعمه يعرفها جيدا ... فقد عزفها قديما بمهاره حتى انهك التصفيق مستمعيه .. قلبى كعازف عجوز لا يملك سوى بيانو قديم مفاتيحه مفقوده و اوتاره مكسوره ...

قلبى كنوته موسيقيه ل "نشيد الفرح" .. استقرت فوق حامل نوته صدئ يقبع على خشبه مسرح يغطيه التراب .. مهجور منذ ان توقفت الفتاه الصغيره التى كانت تقود الجوقه عن عزف الحان الحب بعد أن سقطت دموعها فوق كمانها الابيض فى منتصف السيمفونيه فصار صوته اجش ...


قلبى يشتهى الموسيقى

 

كمدينه مفقوده قلبى ... تشتهى الدفء و النور ... صراخ الاطفال و ضحكات النساء ... رائحه الخبز الطازج و عبير الياسمين ... عذوبه الموسيقى و صوت مطحنه القهوه ... طعم الليمون الحلو و مزازه اللوز الاخضر ... و ملمس الشراشف القطنيه البيضاء المطرزه بأيادى فتيات جميلات


قلبى يشتهى الفرح و الحياه

 

قلبى كشراع بالى ... نازع كثيرا فى موسم شتاء عنيف .. و احترق تحت لهيب شمس الصيف القاسيه  فى رحله لم يختار وجهتها ...  يقاوم الموت بوهن فى ليله شتويه كئيبه ... يتألم من صوت الرياح التى لم تستجمع قواها بعد و من صوت تمزق جسده ... يتشبث بموجه آملا ان تنقذه لكن سرعان ما يأخذه البحر بقوه فى ضجيجه و هيجانه ..


قلبى يشتهى ان يأتى من امر البحر فأخرسه ليصير هدوءا عظيما

 

كعقد من اللؤلؤ قلبى .. إِنتُزعَت الماسه التى كانت تتوسطه .. فانفرطت حباته و تناثرت فوق نهر جار ... لتلتقطها و تتزين بها نساء كاذبات كالحيه القديمه، يملأ قلوبهن الكراهيه و لا يستحقن سوى الحلى الرخيصه ...

"لا بأس" قال قلبى مبتسما .. ربما حصلت فتاه نقيه ايضا على لؤلؤتين لتزين بهما اذنيها يوم عرسها .. لعل ابتسامتها تجبر كسر قلبى الذى انفطر كما انفرط العقد ...

قلبى يشتهى الصدق

 

قلبى كزهره زنبق زينت كنيسه كانت تضج بالزغاريد احتفالا بعروسين ... حملها عامل الورود بعدما اطفأوا الانوار ... لتنهى حياتها فى باقه زهور وضعتها فتاه صغيره فوق قبر ابيها ...


قلبى يشتهى ان يتزين بالفرح

 

قلبى كطفل يقف على اعتاب الكنيسه فى ليله الميلاد ... ينظر الى تمثال العذراء الحزينه ... يشم رائحه القربان المقدس و يسمع التراتيل المبهجه ... يلمع ضوء الشموع المحمله بالأمنيات فى عينيه الوديعتين المليئتين بالدموع ... تنساب دمعه على وجهه الهادئ و تعصف الافكار برأسه الصغير امام صمت السماء


قلبى يشتهى التراتيل

 

قلبى كطفل سقطت امنياته كلها على الطريق قبل حلول اجواء الميلاد المبهجه ... تدق الاجراس حوله ... قلبه يرتعش و بالكاد ينبض ... يكتب الاطفال من حوله احلامهم فى حماس ... يمسك قلما باصابع متحجره ... فلم تعد لديه احلام ... يطوى الورقه .. يضع خطابه الفارغ فى صندوق الامنيات ... ربما لانه اعتاد على ذلك و ربما اراد ان يقاوم اليأس حتى بقواه الخائره ... نظر الى السماء و همس : "انت تعلم"


قلبى ينتظر الميلاد

قلبى ينبض كشهيق و زفير طفل ... يلهث بسرعه ليلتقط انفاسه بعد نحيب طويل لم يسمعه احد ... إحتبست دموعه و عوضا عن الدموع  انفجر من صدره نبع ماء انبت شجره ياسمين ..


قلبى سيذهر

قلبى يتدفق فيه الحب كنهر مياه عذبه نقيه يجرى بقوه .. لا تستطيع السدود ان توقفه و لا تسير القوارب فيه عكس تياره .. فمن امر بتدفقه يكيل بكفه المياه و يقيس السماء بالشبر .. يأمر فيفتح كوى السموات


قلبى ثابت يعرف وجهته


قلبى نبع انفجرت مياهه فى ارض يابسه .. لم تستطيع قسوه الصخر ان تغيره او توقف الحب الذى يتدفق منه

قلبى لا يتغير

قلبى كطفل لا يستسلم و لا يفقده احد بريق الشغف الذى يضىء عينيه


قلبى تشرق شمسه من جديد


 







...


 

 


 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )