Article المقال ( Octobre )

 

Ñ  هاملت ... والسينما الصامتة Ñ

  

(2/6)

بقلم : أ.د. عصام الدين فتوح

أستاذ الأدب الإنجليزي المتفرغ

قسم اللغة الإنجليزية وآدابها

كلية الآداب - جامعة الإسكندرية

سبق ظهور هاملت عام 1900 الكثير من نجوم السينما الصامتة خالدين، من أمثال شارلي شابلن (1889-1977)، وهارولد لويد (1893-1971)، ولوريل وهاردي (1927-1955)، وغيرهم.    

   

ظهر هاملت في فيلم قصير متحرك، لفترة لا تتجاوز الدقيقتين، ولعل الغرض الرئيس من هذا الفيلم القصير كان للدعاية للممثلة الكبيرة سارة برنارد، التي قامت بالتجربة الفريدة للقيام بهذا الدور المتميز فوق خشبة المسرح. وقد صاحب عرض الفيلم شريط صوتي على جهاز تسجيل لصوت الممثلة في لقطة من لقطات المسرحية.

أنتج جورج ملييه (1861-1938)، أحد رواد فن السينما، فيلمه عن هاملت عام 1907، وتلاه المخرج لوكا كميريو (1878-1940) عام 1908. وتناول آخرون انتاج هاملت واخراجه في تلك الخطوات الأولى للسينما الصامتة، وقد نلاحظ على تلك المحاولات الأولى، ارتباط ممثليها جميعاً بخلفية مسرحية، والتركيز على الحركات الميلودرامية للتعبير عن الصدمة أو الغضب أو الحزن إلخ، وقد ركزت تلك الأفلام الأولى على الحركة، ومشاهد المبارزة، استعاضة عن الكلمة التي احتفى بها المسرح الشيكسبيري.

إلا أن السينما نجحت إلى حد كبير في إضفاء الجلالة والهيبة على شخصية مثل شبح والد هاملت، حين يطالب ابنه بأن يتبعه إلى شاطئ محاط بالصخور، طالباً إليه أن ينتقم له من أخيه الخائن.

نجحت التكنولوجيا الحديثة في إعادة ترميم نسخة من أهم أفلام هامت الصامتة، عن انتاج ألماني عام 1910، من بطولة أستا نيلسون، أولى نجمات السينما العالمية، لتلعب دور البطل في نسخة مستوحاة عن كتاب نقديّ بعنوان "غموض شخصية هاملت"، لكاتب اقترح أن غموض شخصية هاملت البطل نابع من كونه امرأة.

لعبت نيلسون الدور باقتدار في فيلمها المعنون "هاملت – دراما الانتقام"، حيث تتخفى هاملت المرأة في هيئة رجل لترث عرش الدنمارك، وتظهر مرتبطة عاطفياً بهوراشيو، صديق هاملت الصدوق في مسرحية شيكسبير الأصلية. تنجح الفتاة في الانتقام لأبيها، إلا أنها تقضي بين ذراعي حبيبها هوراشيو، ولعل هذا هو التناول الوحيد لهاملت الذي نجح في تحويل تلك الشخصية المسرحية الخالدة من خشبة المسرح إلى شاشة السينما، قبل أن ينطق هاملت، ويدويّ صوته عالياً في إنتاج وإخراج وتمثيل الفنان الشيكسبيري المتميز عام 1948 – موضوع حلقتنا القادمة.

 

بيروت، في 6/10/2020

رابط مقال  : هاملت ... و الشاشة الفضية   1 / 6 

https://alcamag.blogspot.com/2020/10/article-octobre_16.html