La Nouvelle القصة القصيرة ( Octobre )

قصة قصيرة الشيخ مسكين بقلم : بيتر يوسف وضع فوق المنضدة لوحاً من الورق ثم وضع قلم عاج في دواية الحبر وكتب بخط كوفي جميل" وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ "ثم وضع أمضته في أسفل على اليسار "مسكين", لفها بشكل أسطواني وأودعها في يد شاب كان قد طلبها منه. هكذا دعوه أهل منطقة الحسين _مسكين_، جاء هنا منذ سنوات، جاء شاباً يافعاً يلتمس مسكناً بجوار المسجد ، وما أن وجده مسكنا حتى صار كل يوم يخدم الزائرين في الطعام والاستراحة وتنظيف المسجد والمقام، لم يتوانى أبداً عن تقديم المساعدة، يوماً بعد يوم صار معروفاً لكل المترددين على المسجد والسكان باسم (المسكين)، لم يسأله أحداً عن ماضيه .هنا لا أحد يهتم بما كنت, الذي يهم هو كيف أصبحت شغوفاً متقداً بنار الحب الإلهي، فلا أحد يخدم دون حب وعظم العبادة حب. كان لديه قميص وبنطال من القماش يغسلهما كل يوم حين عودته من الأرشيف فهو رجل يعمل في التأمينات الاجتماعية يجلس وسط الورق ويحاول من الورق أن يقضي علي هموما ويفك عقداً، دائم الابتسام رغم ما يقابله من وجوم السائلين والطالبين أوراقاً مرت عليها عقود ...