Théâtre المسرح ( Septembre )
مسرحية
عبد العزيز مخيون وسنة 2014
بقلم : ممدوح القرضاوى
مسرحية تتحدث
عن مسلسل من فترة الثمانينات من القرن الماضي حول شخص حساس*
ضج من فساد المجتمع فهام على وجهه، وأخذت زوجته في البحث عنه في أحد المرات شاهدته
يركب على صندوق سيارة نقل صغيرة تسير بسرعة يهتف بالناس ويدعوهم لمحاربة الفساد
والتمسك بالأخلاق، والأحداث ما بين الماضي والحاضر بشكل خيالي يتيح التنقل بينهما
ببساطة.
عندما
نادى القاضي على قضية عبد العزيز مخيون أجاب من القفص نعم يا فندم.
·
القاضي: والطرف الثاني فين؟
·
الزوجة: أنا هنا يا حضرت القاضي.
·
القاضي: إعرضي شكواكي.
·
الزوجة: أنا كنت في المسلسل اللي في الثمانيات بجري وراء
جوزي وهو يركب السيارات النصف نقل طول المسلسل وهذا في الماضي، أما اليوم لم أعد
أستطيع الاستمرار في هذا الحياة التي أصبحت صعبة.
·
القاضي: ما رأيك يا عبد العزيز؟
·
عبد العزيز: يا حضرت القاضي هذا هو دوري في المسلسل
والمؤلف هو من يجب محاسبته، أنا لا أملك غير أن أؤدي دوري وتخيل حضرتك إن ده كان
بيحصل في الثمانيات أنا هربت من المجتمع وفساده وتخليه عن القيم، أما اليوم لم يعد
للقيم وجود والخيانة والفساد والرشوة هي دي قيم سنة 2000 فكيف لا أتمسك بدوري أنا
لا أتحمل الثمانينات فكيف أتحمل سنة 2014 بعد الفساد المنتشر والقيم المهددمة.
·
القاضي: إذًا يا أستاذ عبد العزيز إذًا (بنفاذ صبر).
·
عبد العزيز: أنا قلت كل ما عندي وهل يصح من زوجة
الثمانينات الوفية أن تترك زوجها ولا تبحث عنه ولا تتمسك به وتطلب الطلاق بمنتهى
البساطة.
·
الزوجة: يا سادة القاضي هذا الكلام غير منطقي لأن الزمان
تغير ولم تعد أي زوجة تتحمل زوجها مثلي اليوم كل وحده تتزوج شهرين وتطلب الطلاق
ولا تعرف شيء عن الزوجية وطبخ والكنس رغم أن الحياة أسهل حيث هناك مكانس كهرباء
وغلايات كهرباء وفلاتر ماء وموبيلات ونت، أنا متجوزة من ربع قرن يا سيادة القاضي
ويجري وراه من وقتها وخلاص تعبت.
·
عبد العزيز: أين القيم الجميلة الوفاء والإخلاص واحترام
الرباط المقدس يا ست هانم ثم إني أرجعلك إزاي والمجتمع أسوء من الثمانينات مليون
مرة أنا أعمل إيه يا سيادة القاضي في الماضي كان ممكن نشوف ناس متمسكة بالقيم
والأخلاق وبتحارب من أجلها أو نشوف شخص ماسك كتاب أما اليوم لو بصيت حضرتك على
الكتب كلها كتب طبيخ وأبراج وحظك اليوم ده اللي بيقرؤه انتهت المعرفة والثقافة
والأخلاق حتى زوجة الثمانينات الوفية سوف تتركني أمال مين حيكمل المسلسل معايا حتى
السائق مش راضي يركبني السيارة لأنه مفيش بنزين ولا جاز أنا مش عارف أعمل إليه
أكمل المسلسل إزاي كنا زمان بنقول المواصلات زحمة وفيه انفجار سكاني ودروس خصوصية؛
أمال دلوقتي الزحمة دي تبقى إيه والمدارس الخاصة وكمان معاهم دروس خصوصية
الثمانينات كانت رفاهية بالنسبة لدلوقتي أنا عارف أن المرتب ميكفيش حتى المواصلات
أنا سبت البيت في الثمانينات أمال دلوقتي أعمل إليه يا سيادة القاضي المؤلف هو
المسئول.
القاضي
يطلب المؤلف للحضور.... المؤلف حضر بعد أن تم استدعائه
·
المؤلف: أنا مش عارف أقول إيه أنا معترف إن أني غلطان بس
أنا مكنتش متخيل إن مصر حتبقى كده كان المفروض المسلسل ده يتعمل اليومين دول مش
الثمانينات بس ده كان عمره مهيكمل لأن الزوجة غالبًا مش حتعبر جوزها ولا هتتمسك به
ولا السواق حيرضي يركب عبد العزيز عشان مفيش جاز مفيش حد بيرحم حد اليومين دول يا
سيادة القاضي أنا بأعفي عبد العزيز من دوره وبأطالب الدولة تصرف له إعانة بطالة أو
تشغله في مكان لائق بشخص دافع عن القيم وحاول يحافظ عليها ومستسلمش للانحطاط
ومسمحش لدوامة الحياة تجرفه معاها زي محصلنا كلنا وعبد العزيز بطل حقيقي يجب تكريمه
ولو ده محصلش لابد يرجع الثمانينات.
·
عبد العزيز: أيوه أنا مليش غير الماضي لابد أرجعله ومش
هتجنن تاني أبدًا.
·
القاضي: رفعت الجلسة.
·
الزوجة: وأنا يا سيادة القاضي.
·
القاضي: وعايزه انتي إيه؟
·
الزوجة: أنا عايزة حل.
·
القاضي: لكي مطلق الحرية إما أن تعيشي معاه في
الثمانينات أو تفضلي في 2014.
(نهاية)
Commentaires
Enregistrer un commentaire