La Nouvelle القصة القصيرة. ( Septembre )

 




قصة قصيرة     



دادة "خوخة "



بقلم : عايدة ناشد 



احتضنتها وقبلت جبينها ماسحة بيدها الدموع التي سالت علي خديها وقالت لها بصوتها الناعم: لاتبكي يادادة "خوخة" لن تبتعدي عني سوي أسبوع واحد فقط هو شهر العسل ثم ستأتين إلى منزلي أنا وزوجي ..لا أستطيع الاستغناء عنك أبدا يادادة 

أتت "ريتا " للحياة ..طفلة جميلة تشبه والدتها "سالي" كثيرًا، لكنها أخذت من والدها "مينا" لون 

البشرة الأسمر 

ربما لن أحضر في موعد إجازتي الشهرية قد أتأخر أسبوعًا أو أسبوعين ، هذا ماقاله "مينا" ل 

"سالي" التي كانت تعد له حقيبته الصغيرة .. اتسعت حدقتا عينيها وسألته عن السبب قال لها إن هذه الأمور تحدث كثيرًا وذكَّرها بالعام قبل الماضي حين تأخر عشرين يومًا عن موعد الإجازة الاعتيادي

احتضن ابنته الصغيرة وأمطرها بالقبلات وهو يوصيها بأن تسمع كلام والدتها وكلام دادة "خوخة " كي يشتري لها هدية حلوة في عيد ميلادها الرابع بعد شهرين 

عشرة أيام على هذا المشهد وفي اليوم الحادي عشر في حوالي الساعة العاشرة صباحًا رن جرس الباب... من العين السحرية رأت دادة "خوخة" ثلاثة ضباط أسرعت بفتح الباب لهم .. طلبوا منها  الحديث مع السيدة "سالي" حرم الرائد "مينا" 

أدخلتهم بترحاب إلى الصالون ...اصطفوا على الأريكة الكبيرة منتظرين صاحبة المنزل
من المطبخ حيث كانت دادة "خوخة " تجهِّز ماستقدمه للضيوف من مشروب ساخن وصل إليها صرخة عالية من "سالي" أوقعت كوباٌ زجاجيًا كان بيدها فتناثرت أجزاؤه على الأرض 

بعد أسبوع من الأحزان التي أحاطت بالجميع .. ذهبت دادة "خوخة " إلى منزلها لتحضر بعضًا من ملابسها الشتوية لبدء فصل الشتاء

في بهو منزلها الصغير وهي في طريقها إلى حجرة نومها وصل إلى سمعها من المطبخ صوت ابنها محمود وهو يقول "أمرك يامولانا سأجهز نفسي للعملية الجهادية القادمة لا تقلق ستكون ثمارها أفضل من ثمار الأسبوع الماضي التي أنهت حياة ضابط وثلاثة جنود 

بسرعة استدارت دادة "خوخة" متجهة إلى باب شقتها فتحته وأغلقته من ورائها بهدوء 
نعم سمعت هذا الحديث من ابني الوحيد "محمود " الذي تركته في المنزل الآن وأتيت لأبلغ عنه 

علي درج المنزل تم القبض علي "محمود " وهو يحمل في يده حقيبة مملوءة بمستلزمات صنع القنابل
وقبل أن يزج داخل سيارة الشرطة ..اخترق أذنيه صوت أمه وهي تقول بصوت عالٍ ملؤه الحسرة والحزن .. اعلم يامحمود بأنني أنا من أبلغت عنك الشرطة وبأنك لم تعد ابني منذ هذه اللحظة 

 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )