Article المقال ( Septembre )

 

المقال     

طائف الليل والنهار

بقلم : ممدوح القرضاوى

ما أتعس أن تستيقظ كل يوم وتشم رائحة الدم في كل مكان وتشعر أن اليوم لن يمر 

إلا وسوف يموت فيه الكثيرين ليس لأنها حرب عالمية بل من أجل أكاذيب 

وضلالات أوهام آمال كاذبة. ظننا ونحن أطفال أننا سنكون أبطال فرسان وأن 

الحياة مثل الحكايات جميلة دائمًا ما تنتهي نهايات سعيدة أبطالها باسمون ناجحون 

في جانب الخير يسعون، خضنا الحياة بقلوب أطفال حاملين سيوف خشبيه ظنين 

أن ذلك يكفي لنكون فرسان إلا أن الواقع له رأي آخر، فالسيوف الخشبية لم تعد 

تجدي ولا عاد العصر عصر الفرسان في الأدب الشعبي البطل الشريف لا يعتمد إلا 

على نفسه وسيفه أما الأعمال المخزية يقوم بها العيار (شخص مخادع) الذي لا 

يلتزم بأخلاق الفرسان ولا يتقيد بها وفي سيرة علي الزئبق كان فارس وعيار في نفس 

الوقت.

أما الآن انتهى عصر الفرسان وبدأ عصر (العيارين) المخادعين رغم ذلك خضت 

المعركة كفارس سوماري أخير رغم علمي المسبق بالهزيمة إلا أنها روح الفارس 

أبت إلقاء السيف الخشبي فحاربت فهزمت فكُرست فأسرت.