La Nouvelle القصة القصيرة ( Septembre )




قصة قصيرة    

     
7 بدون ذكر أسباب



  بقلم : بيتر يوسف  




في وسط طابور الصباح لفظ  ناظر المدرسة التهديد والوعيد لجميع الطلاب ولمن تسول إليهم أنفسهم بأن يرتكبوا مثل حماقة الأمس، ثم أعلن عن قائمة ببعض الأسماء وأعلن عن أنهم مفصلون من الدراسة أسبوعاً على أن يعاودوا الانتظام مع اصطحاب أولياء أمورهم، لم يرتكب جمال حماقة شديدة تستوجب الفصل من الدراسة هو فقط كان صاحب الفكرة ولم يكن منفذاً لها،  هل يعاقب الشيطان على الأفكار التي يوسوس بها إلينا؟ كان هذا السؤال الذي سأله لأبيه في محاولة منه لتبرير سبب الفصل ودعوته إلى الذهاب معه إلى المدرسة في اليوم التالي، كان يملك الشجاعة كما يملك الدهاء لفعل أي شيء، هو فقط كان الملهم للجميع لصنع فخاً في مدرسة الحاسب الآلي ببعض الأدوات البسيطة مع إطفاء الإضاءة وتكسير بعض الأشياء فسيصبح الأمر حينها أكثر تشويقاً ومتعة، هكذا قام الناظر بسرد بعض التفاصيل وأن المُدَرسة لا زالت تعاني من آثار الصدمة وتذهب إلى دكتور نفسية عصبية، لم يكن ذلك الموقف الوحيد فقد كان "محمود" طفلاً شقياً للغاية لكن وبدون ضجة، في وسط مجموعة من أصدقاء والده صنع ذيلاً من ورق وربطه ببنطاله خلسة، وما أن رأوه صرخ الجميع ضحكاً، ومرةً أخرى كان في النادي وسط جلسات الحكي التي كانت تصنعها والدته،  ربط أرجل النساء بعضهن ببعض بواسطة شريط ستان، وحين قامت إحداهن من مكانها تعالت الضحكات من الجميع، وكان الجميع في كل مرة يستثنوه من تلك الأفعال بسبب ملامحه البريئة وشدة طاعته.

هل يعاقب المرء على الأفكار أم الأفعال؟ كان ذلك هو السؤال المحير والمؤرق له  في فترة مراهقته وعندما أثقلته الأسئلة من تلك النوعية ترك الإجابة فهو لم يجد سببًا لترجيح كفة الأفكار على الأفعال أو العكس
ثم قال له أبيه ذات ليلة: لا يهم العقاب بقدر أن تتحمل المسؤلية على أفعالك مهما كانت.

من المثير للدهشة أن هذا الفتى عندما كان على مشارف التخرج من الثانوية العامة، قد اعتدل سلوكه وظهر لديه نضج خاص به، نضج يجعله يضحك حينما يتذكر كل أفعال الماضي، وأدرك أن عليه أن يتحمل مسؤلية أفكاره وقراراته،
لكن لطالما قالت له أمه: أن في أغلب الأحيان يرث الأبناء الآباء، تملك الخوف قلب محمود وتخيل ما عساه أن يفعله ابنه في المستقبل من كوارث!! جحظت عيناه بشده وأخذ يدعو ويقول "ربنا لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا" وظل يدعو طلية انتظاره لنتيجة السونار التي حاولت زوجته أن تفاجئه بها وسألته عن توقعه لجنس المولود، فقال أنه يفضل دائماً وأبداً أن تكون المولودة أنثى فكانت مفاجئة زوجته له
أنها تحمل في بطنها ذكرين توأم وتتعوض في المرة القادمة. 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )