Roman Novel الرواية ( Août )
الرواية
عيشها سادة
قىبقلم : مارينا ألفونس شو
فقت من هذه الذاكرة المؤلمة على
صوت الهاتف يرن ... كان عمرو ..
ألو
إيه يا بنتى فينك من الصبح
موجودة
إيه ده مال صوتك يا تالا؟
مليش مفيش حاجة
مفيش حاجة إزاى يعنى ... ده إنت
معيطة ... إنت فين ؟
متقلقش يا عمرو هبقى كويسة
إخرسى خالص قبلينى فى الكافيه اللى
جنب بيتك أنا جايلك حالا باى
باى
ذهبت إلى الكافيه مجددا و جلست و
أنا أبكى ... كنت أراقب ما يفعله البوليس و الأسعاف للجثث ... لم أتخيل إن هذا ما
حدث لأهلى ... هل كان الموت صعب ... هل شعروا بألم ؟ ولا إنها لحظة تمر دون أن
يشعروا بشىء .. هل رأوا الملائكة ؟ هل رأوا الرسول و سلموا عليه ؟ هل هم ينظرون
إلى الآن و يبكون لإنهم يرونى أتعذب ... كم إشتقت إليكم ... يارب إجعل أيامى قليلة
لأراهم يا رب... جاء عمرو بعد عشر دقائق
إيه ده مالك يا تالا بتعيطى كدة ليه ؟؟
لم أكن قادرة أن أتكلم فقط نظرت
للحادث الذى أمامنا و بكيت أكثر و أكثر ... فهم عمرو ما أفكر فيه و كإنه قرأ أفكارى ...مسك يدى
بقوة و قال لى
ممكن يا تالا تقوليلى إيه اللى حصل بالضبط و تقوليلى حاسة
بإيه؟
قصيت عليه الحكاية كاملة ... كنت
أبكى بكاءا مرا ..
طب إنت خفيتى من الصدمة العصبية
و الكتاتونيا ؟ إتعالجتى يعنى ؟
أكيد يا عمرو أنا بقالى سنتين
مش قصدى ... قصدى إنك كويسة يعنى
مش حاسة بأى أعراض شبها يعنى علشان شايفة الموقف قدامك و كدة ..
لالا أنا كويسة متقلقش
إنت إيه المشكلة اللى فى قلبك ؟
Coronary heart disease
بتاخدى العلاج بتاعك طيب
لأ... بطلت بعد ما أهلى إتوفوا
ليه؟
علشان أنا عايزة أموت يا عمرو
... عايزة أروحلهم ... ليه هاخد دواء ممكن يشفينى ... أنا مش عايزة ... بالعكس أنا
عايزة الأمر يسوء علشان أروحلهم
إنت فكرتى فى الإنتحار يا تالا قبل كدة ؟
عرفت منين؟
باين من كلامك ... إنت بتعانى من
الإكتئاب يا تالا... إنت
لازم تروحى لدكتور !
و هروح لدكتور ليه يا عمرو ؟
علشان يدينى كام دواء يزودوا هرمون السيروتونين عندى علشان أبقى مبسوطة ؟ تقدر
تقولى أنا هبقى مبسوطة إزاى يا عمرو منغير أهلى ... منغير يوسف ... أنا قبل ما
أشوفك يا عمرو كنت حاسة إنى إتخلقت فى الدنيا ده علشان أبقى لوحدى ... لوحدى فى
حزنى و ضعفى و ألمى و وجعى ... لوحدى فى الدنيا ده كلها ... لولاك إنت و رولا
زمانى لسة لوحدى
طيب يا تالا إنت بتقولى إننا مالينا عليكى حياتك ...
ممكن علشان خاطرى متفكريش فى الإنتحار أبدا ؟ علشان لو إنتحرتى يا تالا مش هتشوفى أهلك و متفتكريش إنك هتخلصى من
الوجع اللى جواكى بالعكس ... هتتوجعى أكثر و هتحسى بأكثر شعور مقرف فى حياتك ...
شعور الندم يا تالا...
الندم ...
متقلقش ... الحاجة الوحيدة اللى
خلتنى لسة عايشة لحد دلوقتى و منتحرش هى إنى مش هشوف أهلى ... وعد مش هعمل كدة
طيب... أنا هحجزلك دكتور ...
متخديش أى أدوية ... إتكلمى بس ... قولى اللى جواكى و فضفضى
لأ لأ يا عمرو من فضلك أنا مش
عاوزة دكاترة نفسيين ... و بعدين إنت موجود ... أنا بحب أفضفضلك
أيوة يا تالا بس أنا مش دكتور علشان أعرف أساعدك
خليك جمبى بس و إسمعنى ... مش
عايزة حاجة ثانية ... ممكن؟
طب ثانية واحدة ... هو فين يوسف دلوقتى ؟
سيبنا بعض
ليه ؟ ده شكله كويس
بيتهيألك
و فجأة مسحت دموعى و لم أبكى عليه ..دموعى أغلى
منه...
طب براحة و فهمينى إيه موضوع
يوسف
مش قادرة أتكلم فى الموضوع ده
دلوقتى يا عمرو ... ممكن نأجله لبكرة ؟
طيب حاضر مش هضغط عليكى .. إنت
أكلتى ؟
لأ
مكلتيش حاجة من الصبح ؟؟ إنت
عارفة الساعة كام يا تالا؟
شربت قهوة ... الساعة كام؟
ستة يا تالا... قومى قدامى أجى معاكى أعملك أى أكل
مش قادرة أكل يا عمرو ... خلينا
قاعدين هنا شوية
لا بصى معنديش إستعداد
أتشحطط فى المستشفيات علشان حضرتك مأكلتيش... ممكن بقى تقومى معايا نروح علشان
تاكلى؟
ماشى هات إيدك بس علشان
مش قادرة أسند نفسى
تعالى
أخذنى عمرو على البيت ... جلست
على الأريكة و مددت رجلى ... لم أكن قادرة على فعل أى شىء ...
ها تاكلى إيه؟
أى حاجة يا عمرو ...
طب بصى هو أنا مبعرفش أعمل أكل
أوى فا إيه رأيك أعملك مكرونة بالصلصة و هامبرجر و سلطة و شيبسى و كاس من النبيتذ اللى
بتحبيه ؟
إيه يابنى كل ده .. مش هقدر
بقولك ايه ، هتاكلى مكرونة و هامبرجر يعنى هتاكلى
ماشى !
هاها ماشى إشطة ساعد نفسك
بقى ... أنا هنام شوية علشان مش قادرة
ماشى نامى و لما أخلص هصحيكى
طيب
طبخ لنا عمرو الأكل و أنا نمت حوالى ساعة كاملة حتى جاء عمرو لإيقاظى بهدوء ...
تالا.. تالا إصحى يالا الأكل جاهز
طيب هدخل الحمام و هنزلك ..
تحبى أطلعك ؟
اه يا ريت علشان دايخة
ما طبعا ما إنت مأكلتيش حاجة من
الصبح
أستندت على عمرو لأصعد السلالم و
أدخل الحمام ... غسلت وجهى و يدى و نزلت له ...
ريحة الأكل حلوة على فكرة ... ده
أول مرة أذوق حاجة من إيدك
متتعوديش على كدة ها
و متعودتش ليه إنشاءالله؟
بهزر بهزر هاهاها ذوقى و قولي لى رأيك
الله بجد الأكل حلو أوى ... تسلم
إيدك بجد
شكرا بالهناء و الشفاء
بعد ما إنتهينا من العشاء...
شربنا كأس نبيذ ثم قال لى عمرو إنه لديه عمل و يجب أن يذهب ... رحل عمرو .. كنت فى
غاية الملل ... دخلت إلى غرفتى و نظرت لنفسى فى المرآه ... كان وجهى شاحب و لونه
أصفر ... كان هناك هالات سوداء تحت عينى ... لم أتوقع أن هذا منظرى أبدا ...
البكاء ورم عينى ... لم أحدق به كثيرا حتى لا أكتإب ... لإننى أحب وجهى ... فهو لونه خمرى
... عيناى عسليتان واسعتان ... أنفى صغير ... لدى شفايف لا بأس بها
تتحلى باللون الزهرى الغامق طبيعيا ... و ما زين وجهى شعرى ا لأسود الكثيف و الطويل ... كان شعرى طبيعته كيرلى. دائما ما الناس كانوا يعلقون على
وجهى و يقولون إنه مريحة للنظر
إليه ... و أنا كنت أصدقهم لإننى أحبه
حقا ... فما أعظم من أبدع فى رسمه. جلست على السرير دون أن أغير ملابسى و شغلت
موسيقى هادئة لأسترخى ثم غفوت فى النوم مجددا من التعب لأستقبل يوم جديد ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire