La Nouvelle القصة القصيرة. ( Août )
قصة قصيرة
2 بدون ذكر أسباب
بقلم : بيتر يوسف
لم يجب على محاولات التواصل المتكررة من أصدقائه، الكل
مندهش لماذا هذا التجاهل المتعمد منه؟ هم يعرفونه ذو طبائع خلاقة يحمل في قلبه إنسانا حقيقياً يجيد
كل أنواع الحب
المبذول والمضحي والغفران، فهو تجاوز عن إساءات مفادها أنه أقل قيمة منهم، ولكنه أصر أن يكون لعمله
قيمة أكبر من
نفسه أحيانا. ذات لَيَالِي كثيرة وهب نفسه كخدام لأرجلهم، ليس عن ضعف أو لكسبهم أصدقاء ولكن عن قوة
المعني، عن الحياة التي لابد فيها من وجود شخصيات تصنع أشياء جيدة للغير دون
مقابل، دون مصلحة ودون حتى حب من الآخرين، فكر مراراً ماذا لو أصبح مثله مثل
باقي المهتمين بذواتهم فقط ؟! تخيل أنه سيمر بكل حادثة في
حياته حوله المنافقين ليس أصحاب سترات النجاة، فوق هامته تعلو كلمة الأناني الوصولي ، هو لم يحبذ ذاك أبدا ولكنه أهمل أيضا في نفسه، أهمل لدرجة الاعتياد
انه على هامش الحياة، من كثرة أفعال الحب المبذولة اعتبر الجميع أنه واجب وضروري عليه،
قد يغضب ويصمت تارة ويعبر تارة أخرى عن غضبه بثورة وسرعان مايتلاشي ويصبح الامر كأنه
لم يكن وتعود الامور مثلما كانت وهكذا.
لكن هذه ليست الحقيقة الكاملة، لما اظهر بذاك
المظهر الملائكي فانا لست ملاكاً انا كائن طفلي يعيش على حياة الاخرين، لم يجد
لنفسه حياة قابلة للعيش ولا المتعة، يغرق نفسه في دوامات واختبارات ليسه له علاقة
بها ماذا ستفيدك خبرة المشي وانت اعرج؟! كيف ستتكلم وانت اصم؟!، الحياة الطفلية
كانت تشبهه فكل فترة يزهر في حياة شخص او اثنين يغوص ويتعمق ثم ما بعد ان
يستقر يبحث عن اخر، فالحل العزلة ، الموت في داخل الحجرة الصغيرة او الخروج من
الشرنقة بمظهر جديد ومغاير عما سبق ...
هكذا عزم الامر في نفسه
وكان اول ضحاياه هو صديقه الاخلص والاقرب الي قلبه فكانت محاولات التواصل المتكررة
منه هو فقط دون غيره حاول ان يصل اليه بشتى الطرق الي اليوم الذي طرق فيه بابه
وهمس بعد انتظاراً طويلاً "اعلم انك تتغير وحتى بدون اسباب سأنتظرك مثلما كنا
."

Commentaires
Enregistrer un commentaire