La Nouvelle القصة القصيرة. ( Août )





قصة قصيرة    



القرد كيكو
 


بقلم : بسنت فيليب   
 مدرس مساعد بكلية الزراعة سابا باشا



كريم انسان متشائم دائم الشكوى لا يرى الدنيا الإ بلون واحد وقليلاُ ما تبقى وردى معه، يعمل فى مجال الادوية كمندوب مبيعات ويذهب يمياُ ويساراً لتحقيق أعلى الارباح المطلوبة فى عمله، يجد نفسه دائما فى "مفرمة العمل" وتحت ضغوط متطلبات الحياة، ولكنه كان يجد راحته  فى حديقة الحيوان القريبة من منزله ليس لكى يتسلى ولكن ليشكى حاله للقرد ويتمنى لو يقضى اسبوعاً واحداً مكانه منعم بوسائل الترفيه المتاحة له، ثم يتجه مباشرة لمنزله يتناول كوباً من الشاى بالنعناع وينام لتبدأ المفرمة من جديد اسبوع شاق من جدول الاعمال المتكدسة.

استيقظ كريم كعادته مغمض العينين يمد يده لينتشل منشفته من على الكرسي ولكنه لم يجد شىء!

انه تراب اصفر يغطى مكان واسع وهو مستلقى ارضاَ ويسمع اصوات صياح عديدة قائلين :"كيكو ... كيكو... كيكو"  فقام مفزوعاً وهو غير مدرك أهذا حلم ام حقيقة ؟!

 ثم نظر إلى نفسه غير مصدق ما يرأه ... جسمه بأكلمه يكسوه شعر كثيف ذو لون أسود قاتم ويستند على قوائمه الاربعة ... وجه مشعر بطريقة مخيفة وفكه واسع ذو أسنان كبيرة، انه اصبح - كما تمنى-  قرد من سكان حديقة الحيوان ويدعونه "كيكو"، فى بداية الامر فرح كريم جدا لتحقيق امنيته وتحوله من شخص متشائم بائس عابس لقرد مرح منعم بالاكل واللعب والراحة واخذ يتسلق الجبال ويتشقلب على الاشجار وسط تصفيق واعجاب الحضور بحركاته البهلونية  فكان البعض يقذف له السودانى واخرين يلقون الموز وهو فى غاية الانبساط من شأنه الجديد، وبعد مرور اول يومين  رأى كيكو حارس الحديقة وهو يأكل طبق ملوخية بالأرانب فأشتهى كيكو ان يتذوق لقمة صغيرة ومد يده ليسحب الطبق من امام الحارس ولكنه انهال عليه بالضرب والسب مشاوراً له على الموز والسودانى كطعاماً له دون غيره، فحزن كيكو جدا وتذكر عندما كان انسان يستطيع ان يأكل ما يحلو له كيفما شاء وبأى وقت يريد، ولكنه الان  لم يستطيع ان يحصل على ما يريد ونام حزيناً.

فى صباح يوم جديد كعادة كيكو يتشقلب ويضّحك الجميع وجد شخص طويل القامة يرتدى جاكت اسود ويبدو عليه الارتباك ... ما هذا ... ماذا يفعل؟!

 انه يسرق محفظة رجل عجوز، تكلم كيكو وهو يشاورعلى السارق لكنه وجد نفسه يصدر أصوات القردة وظن الجميع انه يريد المزيد من السودانى، ولكن السارق سوف يهرب بفعلته ماذا يفعل ؟!

 وفى لحظة نط القرد كيكو على السارق ليبرحه ضرباً ولكن كيكو هو من نال الضرب المبرح جزاء فعلته من  حارس الحديقة ظناً منه انه يهاجم اشخاص ابرياء، وعاقبه الحارس بالحبس لمدة ثلاثة ايام فى قفص مظلم لم يدخله ضوء الإ شعاع بسيط يراه وقت تقديم وجبته ، هنا ندم كيكو وظل يشكو لربه فعندما كان انسان يستطيع ان يتكلم ولكن الان لا احد يفهمه، وعندما ارد مساعدة الرجل العجوز وانقاذه من السارق ظن الجميع انه يهاجمهم فأبتعدوا عنه، الآن اصبح مسلوب الحرية بين جدران هذا القفص اللعين غير قادر على التمتع بأى شىء فأنهار كيكو فى البكاء حتى اغمىء عليه، وعندما استيقظ فى صباح اليوم التالى وُجد على الفراش كريم متشائم بائس عابس ... كلاُ انه كريم اخر متفائل شاكر مفرح راضى عن جميع احواله... لا يعلم ان كان حلم ام علم؟!  فقط تعلم الدرس عملى.

ليتنا نشكر نفرح نرضى بما نحن عليه حتى فى اضيق احوالنا ... انا اتعلمت الدروس وأنت؟!

 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )