La Nouvelle القصة القصيرة. ( Août )

 




قصة قصيرة    

     
 3 بدون ذكر أسباب



  بقلم : بيتر يوسف 




بعد يوم شاق في عمله عاد منهك يتطلع إلى وسادة وسرير يرتمي ويغوص في نوم ليس بعميق ولكنه سيريحه بعض الشيء قبل أن يتابع وينجز ما تراكم عليه من أعمال منزلية، فهو استثنى نفسه عن باقي الرجال وأعراف المجتمع فهي كلها بالنسبة له كلفة وبلا أي أساس بل وتُنتِج أجيالًا من المرضى الاعتماديين في كل شيء على غيرهم، يتذكر جيداً أخيه الأكبر "البروطة" فهو لم يحدث فارقًا في بيتهم، كان دائم السؤال والطلبات وعلى الجميع أن يلبي طلباته حتى كوب الماء كان يطلبه من والدته، لم يستمر في عمل أكثر من عام وهو الآن لا يقدر أن يعول نفسه، كان السبب في ذلك أمه وأبيه بلا شك فهما من اعتادا على تلبية كل طلباته.

وقف أمام الخضري يبتاع بعض الخضروات والمشتريات اللازمة للبيت، كان الخضري قريب من بيته وأمامه مقهىً يجلس فيه دائماً يحتسي فنجاناً من القهوة وسط أصدقائه ليلاً ثم يصعد ثانيةً لمنزله، ينظر للطماطم بدقه، يتمعن في البطاطس يسأل عن البصل القديم متبحر في علوم شراء الخضار والفاكهة، على الجهة الأخرى يجلس أحد مرتادي المقهى، ليل نهار فهو يبحث عن عمل ولكنه يبحث من خلال حجر المعسل وبعض المشروبات ولا يتجاوز العشرون جنيه يومياً، هكذا اتفق مع صاحب المقهى في بداية استدامته في زيارة المقهى، اكتسب من خلال المقهى بعض الصداقات من الكبير إلى الصغير، صداقات ليست بمعناها الجلي فلنقل عنها علاقات لعل يأتي من وراءها نفع مثل عمل أو كوب شاي على نفقة الآخر كلاهما منفعة، ابتسم ابتسامة جافة ثم وضع قدماً على قدم وقال بصوت مسموع: أول مرة أشرف حرمة بشنب، سمع صاحبنا الجملة وتوقع كلا من صاحب المقهى والخضري ردة فعل عنيفة، لكنه لم يمِل له ولم يعيره أي اهتمام.. احتدم الأمر عندما صاح المعلم وحاول أن يدافع عن جاره قبل أن يكون صديقه ونشب الشجار الذي ذُكر فيه كل أنواع السُباب ما بين الطرفين فنعت المعلم مرتاد المقهى بالعاطل والبلطجي وبالتالي رد عليه الآخر بأنه يدافع عن رجل تحكمه امرأه، يغسل ويمسح وينشر ويطبخ لم ينقصه سوى أن يحمل بدلاً منها، قام المعلم بصفعِه حين قال ذلك أما أهل المنطقة فتضامنوا مع جارهم وطردوه شر طردةٍ، أما هو فلم يتأثر مطلقاً، صعد إلى بيته ولم ينم مثلما كان يريد، اطمأن على زوجته  التي نظرت إليه نظرةً ثاقبة أما هو فقبل جبينها واحتضنها بشدةٍ مسرعاً بدّل ملابسه ليباشر أعماله المنزلية لكنه وجد طفلاه قد قاما بكل ما يمكن أن يفعلا من تنظيم للبيت، شعر حينها أن عمله لم يذهب سدى فهو قد وضع فيهما الحب الذي بسببه يفعل الجميع أكثر مما يجب عليهم فعله دون طلب.


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )