Article المقال ( Août )
مساء الخير مذكراتي العزيزة، اليوم كان لطيف ... مختلف
قليلاً في تفاصيل صغيرة ملأته ببهجة لا يُعرف مصدرها. كنت ككل يوم أعزف المقطوعات
التي حفظتها في الفندق، أعزف كما يأتي من داخلي ليس كما يقولون لي، و ألعب ما أريد
أن أسمع لأنهم للأسف لا يسمعون. يأتون بملابسهم العفوية التي لا تليق أبداً بفني،
و يجلسون سوياً و يتضاحكون بصوت عالِ ربما فقط بهدف تشتيت تركيزي. يتمشون و يأكلون
و يشربون و لكن أبداً لا يسمعون. عزفت مقطوعة فالأخرى فالتالية و لا أحظى إلا
بالقهقهات العالية الغبية... على أي حال...
بعد بضع مقطوعات، دخل ثنائي على الأرجح حديث الزواج، و
جلسا بعيداً مقابل بعض. كان كل تركيزهم معي، كأنهم قرروا إمضاء الليلة فقط لسماع
الموسيقى الكلاسيكية و الهدوء في وجود بعضهما. كانا غريبان عني و لكني حقاً شعرت
أني أعرفهما من زمن. و ما أن إنتهت القطعة التي كنت أعزفها حتى أنهما صفقا لي
كأنهما في أوبرا أو ما شابه.
لقد أسعدا يومي كثيراً بهذا الإهتمام مذكراتي العزيزة،
شعرت بعد مدة طويلة من هذا العمل أنني لست شفافة، و أن فني فن أيضاً حتى لو لم
يُعزف جانباً إلى جنب مع عمر خيرت. أتمنى أن تدوم هذة الدفعة الإيجابية بداخلي
قليلاً على الأقل حتى نهاية الأسبوع.
إلى
الغد يا مذكراتي،،
Commentaires
Enregistrer un commentaire