Musique Music الموسيقى ( Août )

     موسيقى    

الموسيقى فى عصر النهضة

                                             

بقلم : ليليان عادل

 

أزدهرت فى عصر النهضة جميع الفنون ليست الموسيقى فقط بل أيضاً أرتبطت الفنون بعضها ببعض فيظهر لنا فن التصوير العديد من الصور لأستخدامات الموسيقى وبدأت الموسيقى فى أتخاذ طريق دنيوى بعيداً عن الكنيسة فظهر فن جديد فرنسى "آرس نوفا" ولكنه تعرض للهجوم من قبل الكنيسة.

كان معتقد فى الكنيسة أن ليس من الكرامة مصاحبة الترانيم بالآلات الموسيقية ماعدا الأرغن وهو كان قد وصل تطوره للدرجة التى هو عليها الآن ولذلك كان يذهب الناس للكنائس فى كثير من الأحيان ليس للصلاة فقط بل بالأكثر للأستماع إلى عازف الأرغن أسكوارتشيا لوبى أو أوركانيا. ولكن بالرغم من أزدهار الموسيقى فى ذلك الوقت إلا أن إيطاليا قد تأخرت فيها عن فرنسا لتأثرها بأنتقال البابوات إلى أفنيون فحرمها هذا من الموارد المالية البابوية. ومن مشاهير الموسيقى لعصر النهضة الأيطالى فرانجسكو لندينى الذى بالرغم من فقده لبصره منذ طفولته لكنه برع فى العزف على الأرغن والعود وتأليف الأغانى أيضاً ولكن الذى ساعده فى تأليفه للموسيقى هو الفن الجديد بفرنسا.

قام البابا يوحنا الثانى والعشرون بمهاجمة هذا الفن الجديد حيث قال أنه خيال ووهم ومنحط ولكن كان لتحريمه إياه بعض الآثر فى الحيلولة لعدم تقدم الموسيقى فى إيطاليا ولكن أنتصر هذا الفن فى أيطاليا بعد ما حقق أنتصاراُ فى فرنسا، ويرى جوليوس يورتنوى أنه فى الوقت التى كانت الكنيسة تحارب المؤثرات الدنيوية لأعتقادها بإنها تفسد شعائر العبادة كانت الرغبة فى التعبير العقلى والفنى تزداد أنتشاراً ولذلك تطورت الموسيقى خارج الكنيسة.

وكان الموسيقيون والمغنيون الفرنسيون يؤلفون فرق فى أفنيون من المرنمين وعندما عادت البابوية إلى روما جاءت معها بعدد من الموسيقيون الفرنسيون والفلمنكيين والهولنديين وظلوا هؤلاء وخلفائهم لقرن من الزمان هم المسيطرين على الموسيقى الإيطالية، وقد ساعد غزو الموسيقين الفرنسين فى إيطاليا وبالأخص فى عصر النهضة المتأخر على حدوث أنقلاباً فى الموسيقى الإيطالية وأنغمروا فى الفن الجديد وأمثلة على ذلك بترارك وأريستو وستادسارو وبمبو.

كانت الآلات الوترية فى عصر النهضة أكثر أنتشاراً مقارنة بآلات النفخ لبغضهم وقتها للموسيقى التى تحدث بأنتفاخ الخدود وآلات الأيقاع لما تحدثه من ضجيج وتعتبر آلة كلافيكورد من أقدم الآلات حيث ظهرت فى القرن الثانى عشر وهى ذات لوحة مفاتيح وكانت أوتارها تدق بملامس نحاسية صغيرة تحركها المفاتيح، وفيما بعد حل محلها آلة الكلافيتشمبالو وكانت أوتارها تجذب بريشة أو قطعة من الجلد وكان لهذه الآلة صورتين مختلفتين فى إنجلترا وإيطاليا وهم الفيرجنال والسبينت وأنتشر أستخدام العود وهو كان على شكل كمثرى.  

وبالرغم من التقدم الموسيقى لعصر النهضة إلا إن نظرياته الموسيقية تأخرت عن أعماله بنحو جيل كامل وكان هذا التقدم فى صالح الموسيقى الدنيوية كالقصائد الغزلية وموسيقى البلاط وظلت هكذا حتى خروج الموسيقى الإيطالية عن سيطرت الكنيسة وأنعكس عليها سمات عصر النهضة وأنتهى النزاع بين موسيقى الدين والدنيا.