Article المقال ( Août )



  
 مقال       
     
مذكرات نادل



بقلم : مريم بولس


 

مرحباً مذكراتي العزيزة . اليوم ... بين جموع الناس الذين يتحاشدون على المطعم في مثل هذا الوقت؛ رأيتها ! بين الجميع الذين لا يلاحظون وجودي إلا إذا حدث خطأ ما، الذين ما أن أذهب لطاولتهم إما أن أضع لهم ما يأكلونه أو لكي أرفع عنها أوساخهم و أطباقهم و مناديلهم المُستعملة؛ يرمقوني بنظرة إحتقار ثم يوجهون نظرهم إما لهواتفهم أو يستطردون في كلامهم كأني آلة لن تسمع و لن تفهم. الذين يفهمون ابتسامتي كشحاذة، و خطأي كجريمة، و وجودي كالإستبداد على حقٍّ ليس من حق الآلات أمثالي. الذين يعتبرون من عاملني بلطف شخصٍ من مستواي، قليل و ضعيف و دون المستوى المطلوب ...

 

رأيتها ... كانت جميلة ... ذلك فقط ،بكل ما تعطي الكلمة من معانٍ، بل هي من تعطي لكلمة الجمال معانٍ. تنظر لكل ما حولها يإبتسامة رقيقة إخترقت قلبي المُعتم. كانت تجلس بين أربعة من صديقاتها العاديات؛ تضحك أحياناً، تتأثر أحياناً، تسرح أحياناً.

 

أسرع حازم بلزوجته ليأخذ طلبهم، بالطبع لن يضيع تلك الفرصة في أن يتكلم مع خمسة فتياتٍ جميلات في مقتبل العمر؛ ثم ما أن أخذ الطلبات حتى أسرع في إعطائي أوامر بصوتٍ عالٍ كأنه صاحب المطعم أو ما شابه ذلك. إنه غبي: لا يعلم أنهم لن يهتمون ...

 

أما هي، فكانت تبتسم لي و أنا أضع بعض الأشياء على طاولتها، كما أنها شكرتني و أنا أرفعها عنها ... أهذه علامة الوقوع في الحب؟ لا أعلم مذكراتي العزيزة ... و أحاول ألا أفكر ؛ ففي نهاية اليوم، هي فتاة جميلة من مستوى إجتماعي راقي، و أنا نادل ... هذا فقط ...اللهم لا إعتراض!

 

إلى الغد يا مذكراتي ...،،،

 


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )