Article المقال ( Juillet )

  

 مقال       

     

6 إلى أبنتى المستقبلية

بقلم : مريم بولس

كيف حالك اليوم فتاتي الصغيرة ؟ أمُهذبة كنتِ في مدرستك؟ لم تصدري صوتاً ولا فعلت شيئاً يُغضب مُعلمتك ؟ أأمضيت وقت الراحة في مكان هاديء و أكلت كل غذائك و ربما راجعتِ بعض دروسك حتى تبدأ الحصة؟ هل حصلتِ على الدرجات النهائية في امتحان الأسبوع الفائت؟ هل تهافتِّ على حل فروضك المنزلية أول وصولك البيت؟ هل تنهين طبقك و ترتبين سريرك و تشربي اللبن و تنامين في التاسعة؟ أكبر خطأ...

 

لا تتعجبي يا فطيرة السكر، الجميع يظن أن هذه هي مواصفات الطفل المثالي، حتى أنا كنت أظن ذلك حتى وقت قريب. الجميع يريد ذلك الطفل الذي يعطي كل شيء بثمن وجبته و سريره، كأنه نوع من العبيد الذين نحبهم بشدة أو ماشابه! و ربما ستجدين أهالي أصدقائك يحسدونني عليكِ إن كنت كذلك، لأنك "الفتاة الهادئة الذكية الممتازة".

 

ليس أني لن أقبلك مهما كنتِ، لأنني سأفعل! و لكني حقاً لن أكون سعيدة إذا رأيتك تحاولين كثيراً لهذه الدرجة حتى تناسبي قالب غير منطقي. لا يولد أحدهم يا فراولتي يفعل كل شيء على أكمل وجه. لم يولد أحد لا يمل و لا يتكلم و لا تنتهي طاقته. ذلك الكمال ليس بميزة، إنه في الحقيقة عيب!

 

لا تكوني فاشلة، و لكن من فضلك إفشلي في بعض المواد البعيدة عن ذهنك. لا تكوني غير منظمة، و لكن من فضلك تعيدي ترتيب الغرفة كل أسبوع. لا توقعي بنفسك في الخطر، و لكن ربما لن أُجن كثيراً إذا خضتِ مغامرة صغيرة مع أصدقاءك و لم تخبريني إلا بعدها.

 

إلعبي مع زملائك ألعاب لا تعرفيها و أحظِ ببعض العلامات في ركبتك من الوقوع. تجادلي معي قليلاً -قليلاً- على ميعاد نومك لأنك تريدين مشاهدة الكارتون. خذي وجبة سريعة كل فترة لأن جسدك ليس أهم شيء على الإطلاق. كوني سعيدة يا إبنتي، لا تكوني كاملة فولاذية. لا تكوني مثلي.

 

دمت إنسانة سعيدة،،