Article المقال ( Juin )



  
 مقال       
     

5 إلى أبنتى المستقبلية


بقلم : مريم بولس

 

 

كيف حالك ؟ كم أتمنى أن تردي على هذا السؤال بإخباري عن حالك أنتِ لا حال من حولك ! نعم ؛ فالكثيرون يا سكرتي يدوبون في من حولهم ظانين أن رضا الآخرين يصنع حالهم ! أخاف عليكِ من هذا بالظبط !

 

ربما ستسمعين كلاماً يشبه هذا مبكراً في حياتك و ربما لن تفهميه جيداً حينها و لكن على أي حال فمعرفتك لهذا مهم جداً بالنسبة إلي. من هي أنتِ بالنسبة إليك ؟ كيف ترين نفسك؟ هل تحبينها أم تكرهينها؟ أيراودك في وقت ما أنك أفضل من على الأرض أو أسوأ من خُلق؟؟

 

حسناً أعدك وعد الأمهات لطيور اللقالق-التي تحضر الأطفال- أني لا أقول هذا فقط لأنك ابنتي و لكنك مميزة كثيراً. بدون معرفة وجهك أو إهتماماتك أو أسلوب كلامك أنا واثقة أنك مختلفة فقط لأن الله خلق الإنسان ليكون كذلك ! لقد خلق الله سيكولوجية الإنسان لتصح فقط إن أحب و إحترم ذاته كثيراً، خلق له عقل و نفس و جسد ليؤمن بعقلة و يحمي نفسه و يقدس جسده !

 

أريدك يا حلوتي أن تعرفي مواهبك جيداً ، تؤمني بكل ما تستطيعين فعله حتى لو كان ذلك مجرد تقليد أصوات أو إستخدام الصبغات على الشعر ! لا يوجد قدرة أو موهبة أقل من الأخرى فمادمت أنت من تفعلين فهو أهم شيء في الوجود ! أريدك أن تسمعي جسدك، ما يحتاجه، ما يحبه، و إعلمي صغيرتي أنني آسفة سأنتهرك كثيراً إن علمت يوماً أنك 'ترين نفسك أبشع من فلانه' أو أنك 'تريدين فقدان وزن ليعجب بك فلان' ! أريدك أن تعشقي كل حبة في وجهك، كل منحنى في جسدك، أي دهون ليست في مكانها!!

 

أريدك حبيبتي أن تعشقي كل درجة أقل من النصف تحصدينها في مجال ما، إحترميها لأنها تعني شيئين : الأول أنك - حمداً لله- إنسانة طبيعية بنفسية سليمة غير ساعية للكمال ؛ و الثاني أنك مؤكد ستحصدين الأعلى كثيراً منها في مجال آخر فيعطيكِ ذلك سبباً للحياة، لتتعرفي على ذلك المجال الآخر.

أريدك أن تحبي نفسك كثيراً، و تثقي أنك دائماً الأفضل، ليس بالضرورة أن يكون الآخرين هم الأسوأ، يكفي أن تمشي برأس عالية مؤمنة أنك الأفضل و أنك تصبحين أفضل و أفضل مع مرور الوقت. و أتأسف ثانيةً يا سكرتي، لن أسمح لك بأن تأتيني بمجموعة فتيات لتصادقيهن أو بشاب قائلة أحبه قبل أن أراك قد نفذتِ هذا كله !

 

أتقزز كثيراً لمن مازالوا يزعمون أن حب النفس ضد الله و أن المرء لابد أن يكره ذاته ليجتنب التكبر ؛ حتى أتمنى أن تنتهي تلك السلالة الكاذبة الجاهلة الغبية فور مجيئك يا حلوتي. ثقي بنفسك كثيراً و أحبيها فهذا تماماً ما يريده منا الله، و تذكري دائماً أن كل ما يعمل ببراعة و جمال فيك ِ هو من الله و لله و بالله .

 

 

الآن سأقول لك ببال مرتاح : دمت الأفضل دائماً على نفسك ، في عيني نفسك يا طفلتي ...

 

 

 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )