Article المقال ( Juin )
كيف حالك يا صغيرتي ؟ يقولون لي أين ستذهب
رسائلك إن لم تنجبي فتيات ، و رغم أنني لدي ثقة عجيبة بوجودك في مكان ما من التاريخ
، إلا أن تلك الرسالة بالأخص هي موجهة لكل من قد يحتاج تشجيع ، دفعة في الحياة ، أو
إبتسامة صغيرة على وجهه قبل النوم . تعرفين الآن متى تقرأينها يا صغيرتي ...
يمر الناس بظروف موجعة أحياناً ، قد تقعي
في مُشكلة ، قد يُكسر قلبك ، قد تبقي وحيدة ... فلا تشعري أنك الوحيدة التي تمر بهذا
؛ فأنا قد مررت به كثيراً ، كثيراً جداً حتى الآن و أنا في العشرين و أعرف جيداً أنني
سأواجهه بعد كثيراً ...
صغيرتي ، لا يوجد من يُحب من كل القلب كما
تُحبين أنتِ ببرائتك ؛ قد تثقي بأحدهم و يخلف وعوده ، قد يقصد أحدهم إشعارك بالحب و
يتضح أنه لا يفعل ، قد يتركك أعز أصدقائك في منتصف الطريق بلا سبب واضح ، قد ينساك
من تخالين حبهم ، قد تتهمي بقلة الموهبة ممن خلت تقديرهم ...
ذلك طبيعي .. تلك سنّة الحياة ؛ و لكن أتعرفين
كيف تتغلبين على كل ذلك ؟ أتريدين معرفة سر السعادة ؟ أنتِ ؛ نعم أنتِ الضعيفة ، قليلة
الحيلة التي تخالينها ...
إستيقظي في يوم جديد و قرري أنه يومك ،
إفتحي ستائر المنزل و أدخلي الشمس إلى قلبك ، إعطي كثيراً من كل ما تملكين و كل ما
تستطيعين بذله إبذليه للآخرين ، نعم أولائك من يكرهوك و كسروك . إستمتعي بمواهبك ،
إملأي الدنيا ألوان أو موسيقى أو أشعار ، و أوعدك أني لن أقف في طريقك مهما فعلتِ في
الحوائط أو كيفما شكى الجيران ...
كوني ممن يتكلمون مع الله كثيراً و أخبريه
بكل ما يُحشر في قلبك في المواقف المؤلمة . كوني ممن يرقصون في المطر ، لا من يختبئون
تحت المظلات . كوني ممن يحبون الحيوانات ، لا من يخافون من ظلهم . كوني ممن يُغنون
للبحر ، يُحبون عملهم ، يُقبلون أخوتهم ، يقرأون القصص المصورة ... كوني حرة يا صغيرتي
؛ و تذكري أن الناس لا تتغير عليكِ فجأة ، قد كانوا دائماً هكذا و لكننا أحياناً نعمى
عن الحقائق ...
دُمتِ حُرة سعيدة ...
Commentaires
Enregistrer un commentaire