Histoire. التاريخ. ( Juin )


  


    التاريخ    



التصوف ... القابالا... الرهبنة



بقلم : دعاء محمود طاهر




 

 ثلاثة تجليات فى ثلاثة أديان لفكر واحد ، ( وحدة الوجود، بين الله اللا محدود ومخلوقاته المحدودة الهالكة). لماذا نبحث دائما عن الاختلافات بيننا وبين الآخر؟

 لقد خلقنا الله مختلفين وسنظل ، ولكنه خلقنا على كلمة واحدة تجمعنا معا وهى عبادة الله الواحد ... فلنبحث إذا عما يجمعنا تحت هذه الكلمة ....

لن يسعنا المجال أو الوقت للحديث باستفاضة عن التجليات الثلاثة ولكننا نقدم فى سطور قليلة مضمون الفكر لكل منهم ومدى التشابه بينهم.


 التصوف :

 

 غير معلوم بالتحديد متى نشأ ، ربما يكون فى العام الثالث الهجرى ، فالصوفية ليست مذهبا دينيا إسلاميا ولكنها فكر يعتمد بالأساس على تأجيج الروحانيات لدى الإنسان ، واحترام الآخر أيا كان دينه وجنسه ولونه ، يحترم الصوفى الله في مخلوقاته ، فهو يؤمن بوحدة الوجود ، أى ( حلول روح الله فى خلقه )...

الدين بالنسبة للمتصوف نوعان ، نوع ظاهر وهو للعوام من الناس ، والآخر باطن وهو لا يفهمه إلا من وصل لدرجة معينه من الروحانيات من كثرة العبادة والتصوف.

التصوف هو مرادف للزهد ، الإكثار من التأمل و العبادة ولكنها عبادة خاصة به وبين خالقه ، فهو يردد اسم الله كثيرا ،يناجيه، يغوص فى حبه، يعتمد فى عبادته على حب الإله وليس الخوف منه، ومن أكبر المتصوفين على مدار التاريخ الإسلامى : أبو حامد الغزالي ، والحلاج ، وجلال الدين الرومى وشمس التبريزى ، وأيضا صاحبة فكر العشق الإلهى رابعة العدوية وغيرهم .



الرهبنة :


 فكرة مصرية بالأساس ، نشأت على يد الراهب أنطونيوس المصري ثم انتشرت بعد ذلك حول العالم ،

 وكان ذلك مواكبا لعصر الاضطهاد والاستشهاد الذي عانى فيه مسيحيو مصر الويل على يد الرومان الوثنيين في القرن الرابع الميلادي تقريبا ،

 

فكان ذلك هروبا إلى مغارات الصحراء للاحتماء بها ، والرهبنة فكر وطريق يختاره صاحبه بمحض إرادته ومفهوم الرهبنة هو ترك متع الحياة الدنيا أو ( الموت عنها) والزهد فيها والتفرغ للعبادة وبدأت الرهبنة فى مصر بالانعزال الفردي للراهب فى مغارة.

وسرعان ما ظهر شكل آخر وهو الشركة على يد الراهب باخوميوس ، عبارة عن حياة جماعية لعدد من الرهبان فى مكان واحد سمي فيما بعد بالدير ويكون فى وسط الصحراء.

وعندما انتشرت الرهبنة في الغرب اتخذت شكلا خدميا، فالراهب الكاثوليكي نذر نفسه لخدمة البشر ( عبادة الإله في خدمة مخلوقاته). ودليل ذلك واضح فقد انتشر الرهبان والراهبات حول العالم فى بناء المدارس والمستشفيات والملاجئ ومساعدة المنكوبين والعجزة والمرضى.



القابالا :


 عندما نتحدث عادتا عن مايخص الديانه اليهوديه أو اليهود ، يتخذ البعض أو الاغلبيه موقف عدائى ، ربما لأسباب تاريخيه سياسيه.. وهذا ليس بموضوع للنقاش فى حوارنا اليوم ، فنحن نتحدث عن فكر أو مذهب دينى فى الأديان السماوية الثلاث ...افكار ترتبط أو تتشابه مع بعضهاالبعض..

وفى هذة الحالة لا نذكر سوى التشابه ، اما الاختلاف فا له مجال آخر ، لن تجده فى هذة السطور ....

القابالا من الأفكار أو المذاهب اليهوديه التى تتشابه فى محتواها عند نشأتها مع التصوف وان كان طرأ عليها تغييرات حديثه ، ارتبطت باشكال أخرى من ممارسة شعائر بشكل مختلف عن أصولها .. هى بشكل عام غير محدد بدايتها ، ويطلق على اتباعها فى إسرائيل (الحسيديم) وتختلف كل الاختلاف عن (الحريديم) وهم الأصوليين المتشددين اليهود ..

و تعتمد (القابالا أو الحسيديم) فى أفكارها على تفسير التوراه بطرق مختلفه ، أهمها هى بواطن معانى التوراه والتى لا يعلمها الا من يصل لروحانيات عاليه جدا...

كما ذكرنا طرأ تغييرات على هذا المذهب فى القرون الحديثه ، وان بحثت عنه ستجد مؤلفات كثيرة تتحدث عنه ، بعضها حق وأغلبها غير صحيح ، يتهمها البعض بممارسه شعائر غريبه ، ويتهمها الآخر ومنهم اليهود الارثوذوكس ببعدها عن أصل التوراه... للقابالا كتاب اسمه (الزوهار) وهو عبارة عن شروح لنصوص الكتاب المقدس...

اختلفنا أو اتفقنا مع هذا المذهب ، إلا أنه يتشابه فى بعض معتقداته مع التصوف ، ولنا حديث مطول اخر عن المذاهب المختلفه فى الاديان السماويه .....

 

  

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )