Article المقال. ( Juin )





مقال     


 2  إلى أبنتى المستقبلية


بقلم : مريم بولس 



 

هذه رسالتي الثانية لكِ يا صغيرتي ، كتبتها في بداية سنة جديدة لي . أعرف أنني ربما أتكلم عن عصر حجري بالنسبة لكِ ، و لكن هذا هو ... تلك ال ٢٠١٨ سنة جديدة بالنسبة لي ، لا أعرف ماذا سيحصل فيها ، ربما ترتبط في عقلي أبد الدهر بأسوأ ما حدث في حياتي ؛موت حبيب ، مرض مزمن ، وحدة و ألم ... أو ربما يرتبط بأحلى سنة في عمري ؛ ربما أحقق أحلامي ، أتخلص من كل الكراهية في حياتي ... أقابل أباكِ D: ! حسناً أنا لا أعلم الآن ، فربما بعد تلك السنة لا أبقى أصلاً لتكوني أنتِ حبيبتي الصغيرة ... ليس أمام أمكِ الآن إلا الإنتظار و الترقب .

على ذكر الترقب ، و لأنك مرشحة أن ترثي ذلك عني .. أنا أخاف من البدايات ... أخاف من بدء سنة جديدة ، أخاف من يوم عيد ميلادي ، أخاف من الدخول لمجتمع جديد ، أخاف من كل مجهول متمثلٍ في كتلة جديدة من الزمن يطلق عليه الناس إسماً ، رغم أننا لو فكرنا نجده يوم جديد ككل يوم جديد آخر ! أكتب إليكِ حبيبتي لأنصحك و أنصح نفسي : لا تخافي ...!

سنتي الماضية لم تكن مثالية ، و لكنها مرت !

في السنة الماضية تركني أصدقاء و حتى نساني تماماً بعضهم ، كرهني من لم أظن أنهم يعادوني يوماً ... صدمني جفاء قلوب أحببتها ... و لكنها مرت ...

في السنة الماضية فشلت في أهدافٍ وضعتها لنفسي في أول السنة ، حسناً فشلت في جميعها تقريباً ! كما تحملت إخفاقٍ وراء إخفاقٍ يكسرني ببطئ و بصمت ... و لكنها مرت ...

في السنة الماضية تعرضت لصدمة جرحتني كثيراً حتى لم أعد أقابل أحداً و خسرت وزناً كثيراً في ذلك الوقت (تعرفين صعوبة ذلك بالنسبة لي) ، و على الرغم أن تجاوزي تلك الصدمة و التعامل بطبيعية مجدداً فيه إنقاص من كرامتي و لكن .. هذا ما حدث .. و مرت ...

في السنة الماضية ربما لم أتعلم شيئاً جديداً ، ربما لم أصبح 'أنا جديدة' ؛ ربما أصلاً أصبحت أسوأ و دخل قلبي شكوك و كراهية لأناس جدد ... و لكني حبيبتي لا أريدك أن تطعني نفسك مثلي على عدم مثاليتك .
لستِ مثالية ، لا يوجد ما هو مثالي . صيحات ‘New Year New Me’ ما هي إلا أحلام غير واقعية . نحن لا نكمل في يوم و ليلة فقط لأنها ليلة الحادي و الثلاثين من ديسمبر !

أتعرفين كيف ننمو و نكمل ؟ نكمل بكل نفس نعيشه ، بكل يوم مرهق ، بكل موقف محرج ، بكل حدث مؤلم ، بكل وجع نختبره ... ربما يكون صعب أن نحتمله أحياناً ، و لكنني أريدك صامدة دائماً .. لن ألومك لوجعك أو لحزنك ... و لكن ألومك إن توقفت حياتك عند الألم !


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )