Article المقال. ( Mai )





 مقال 


إلى أبنتى المستقبلية  1 

 


بقلم : مريم  بولس






حسناً أنا لا أعرف الآن ما إسمك بالظبط ، ربما ليلى لأني أُحب هذا الإسم و لكن على أية حال يجب أن أجد أبيك ثم أسأله أولاً ...

حسناً لدي خبر هام لكِ ... أمك لم تكن دائماً الأولى على فصلها ، أمك لم تكن أبداً أميرة المدرسة و من يسعى كل الصبيان اللطاف أن يصحبوها للحفلات ، أمك لم تكن أبداً محط الأنظار أو قائدة المجموعة المشهورة في أي من مراحل عمرها ، أمك لم تحظى بأرشق هيئة ولا أطول شعر ولا أجمل عينان ...

حسناً بل بالعكس ، أمك أمضت ليالٍ طوال تبكي لأنها كانت تتعرض لإهانات بسبب شكلها في المدرسة ، و أحياناً فقدت الأمل في حياتها ، ربما فكرت في إيذاء نفسها عدة مرات . كذلك لا تظنين أنها كانت القديسة التي يصيبها الجميع بالجنون ؛ فقد أحبت أمك شاباً في مراهقتها ، و لكنها إختارت إخفاء الأمر داخل صدرها لأنها علمت أن هذا هو الصواب و لم تعرف لماذا آنذاك...(لا تخبري أباكِ بهذا) .

أأشكي أنا لكِ همي بهذا ؟ حسناً ربما ؛ و لكن بالأكثر لأخبرك أن الحياة لم توجد لنأخذ فيها درجاتٍ نهائية ، أصلاً لا يوجد ما يسمى بالدرجات النهائية ، فحتى لو خدعك معلموك و أعطوكِ إياها في إمتحان فقد إمتحنوكِ في جزء من المنهج و شائت الأقدار أن تتذكريه فلا يعني هذا أبداً أنك كاملة !
و لكن أيعني ذلك أنك سيئة ؟ حسناً تلك قصة أخرى ... فبعدما مرّت أمك بكل تلك الأشياء ، أصبحت رغم كل شيء إمرأة قوية ... ربما أنا لست الأجمل و لا الأكثر جاذبية و لا الأذكى و لا كثيرة المعجبين ... و لكنني تحملت كل تلك الآلام الصغيرة و ولدت بها من جديد ، كل واحدة من تلك الآلام أعطتني جزء .. مني ! 
ربما لن تصدقيني ، و ربما تشعرين أنك فقط تريدين التخلص من الألم حالاً ... و لكنني أريدك دائماً إخبار نفسك "أنا مررت بكذا و كذا .. أنا تألمت .. أنا تعلمت .. أنا أقوى الآن "!





Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Article المقال ( Septembre )

Article المقال ( Octobre )

Article المقال ( Septembre )