Article المقال ( Avril )

غياب الضمير إعداد الدكتور/ محمد مصطفي محروس 1. يعتبر المصريين أول من أصل للأخلاق والضمير في التاريخ البشرى، إلا أن ما حدث للمصريين الآن يؤكد أن هذا الضمير قد توارى وغاب لأسباب مجهولة، ويدفع المصريون جميعًا ثمن هذا الغياب خسائر اقتصادية واجتماعية وثقافية، وفنية، وعلى كافة المستويات، فمثلاً الخسائر الاقتصادية جراء انخفاض إنتاجية العامل المصري تقدرها بعض الدراسات بـ1.5 تريليون جنيه، فإن الخسائر الأخرى الناجمة عن انعدام الضمير في كافة مجالات الحياة لا تقدر بالمال إنما يدفعها المجتمع كله من أمنه وسلامته ورقيه وتحضره. 2. فلقد عرف علماء الاجتماع الضمير بأنه قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل، فقد توصل المصريون لهذا المفهوم قبل ظهور علم الاجتماع بسنوات طويلة، إلا أنهم فقدوا البوصلة وغاب هذا الضمير في كل المجالات، التعليم، الصحة، الإدارة، الإنتاج والإعلام، وكذلك الفن حتى أصبحنا شعباً لا ينتج، ويستغل كل واحد فيه الآخر ولا يرى أنه يخطئ، ولا يراعى ضميره في عمله ولا علمه ولا حتى في تربية أبنائه، والنتيجة مجتمع واهٍ لم ينجح في الحفاظ على حضارته وتاريخه ولا خلق مستقبلاً ح...